خط التحرير

إن اختيار اسم “ثقة تيفي”، كما شرحناه في صفحة من نحن؟ لم يكن اعتباطيا، بل لأنه يتكون من كلمة تعبر عن قيمة أساسية في مختلف مجالات الحياة، وهي أشد أهمية في مجال الصحافة والإعلام.

ويمكن أن نقول بدون تحفظ إن “الثقة” تمثل عنوان سياسة تحرير صحيفة ثقة تيفي، سواء في بعدها الضابط للعلاقات داخل المؤسسة، أم في بعدها الضابط لعلاقة الصحيفة بجمهورها وبمختلف الفاعلين. كما تمثل عنوان خط تحريرها الضابط لعمل الصحفي، والذي نقدم فيما يلي الخطوط العريضة التي يتشكل منها.

شعار التحرير

شعار تحرير صحيفة ثقة تيفي هو: مصدرُكَ الموثوق المتجدد

ونقصد بالموثوقية، الصفة الأساسية لمنهجنا في العمل، والذي يضمن صدق المعلومات التي تقدم للجمهور، والتي تعكس درجة عالية من الالتزام بمعايير أخلاقيات المهنة والتأكد من صحة المصادر وتمحيص المعلومات والتأكد من صحتها وصحة تفاصيلها قبل نشرها. وترتكز الموثوقية بشكل منهجي على الأمانة والدقة، ونعني بهما تطابق ما ننشره من معلومات وأخبار مع ما تعبر عنه المصادر وتسجله الوقائع تطابقا تاما، وتقديمها بجودة عالية.

ونقصد بالتجدد، تقديم مضمون يسابق زمن التواصل الاجتماعي الرقمي في مواكبة المستجدات بشكل يقارب اللحظِية التي أصبحت اليوم من سمات جمهور الإعلام الرقمي. 

التوجهات التحريرية العامة

التوجه المجتمعي

التوجه الأساس للمشروع الإعلامي “ثقة تيفي” توجه مجتمعي، وهذا التوجه يجد ترجمته العملية في ثلاث مستويات:

  • على مستوى الغاية والأهداف: حيث العمل موجه لخدمة المجتمع وفق ما سيأتي من محددات منهجية.
  • على المستوى الموضوعاتي: حيث تحضر بشكل كثيف موضوعات تهم الأسرة بكل مكوناتها (الرجل والمرأة والطفل)، وتحضر فئات اجتماعية مثل النساء والمسنين، ودوي الاحتياجات الخاصة، والموظفين، وغير ذلك، ويحضر المجتمع بما يعتمل فيه من ظواهر وقضايا.
  • وعلى مستوى زاوية المعالجة: تعتبر “المُجتمعية” الصبغة الغالبة على زاوية المعالجة التي تميز اشتغال ثقة تيفي على مختلف الأحداث والقضايا والمستجدات. ويقصد بـ”المُجتمعية” استحضار الأثر الاجتماعي للسياسات والقرارات والأحداث والمستجدات وغيرها، ومعالجتها من تلك الزاوية

مكانة المعالجة السياسية

ما هو سياسي لا ينفك عما هو إعلامي من حيث المبدأ، ومن حيث المنهج يحضر السياسي بشكلين، الشكل الأول حضور تحكمه مقاربة تستحضر الأثر الاجتماعي للسياسي، وهذه المقاربة ستكون غالبة. والشكل الثاني حضور مباشر، لكن يضع نفس المسافة بين مختلف الفاعلين السياسيين والحساسيات المجتمعية، ولا ينزل إلى مستوى الاصطفاف، والنميمة السياسية، وتَرصُّد أخبار الأشخاص والنبش في حياتهم الخاصة، والاستثمار في الإثارة والتفاهة والأخبار الزائفة.

الاستقلالية

صحيفة “ثقة تيفي” مشروع إعلامي تابع لشركة ” ميد فايف” (MED FIVE) التي يملك رأسمالها الاجتماعي صحافيون جمعتهم الغيرة على المهنة وعلى المجتمع والأسرة، وقرروا استثمار خبرتهم وأوقاتهم لتحقيق أهدافها ورسالتها وفق سياستها التحريرية.

وهي مشروع مستقل استقلالا كليا عن كل توجه جمعوي أو حزبي أو سياسي أو إيديولوجي أو إثني أو ديني.

لا تستمد الصحيفة توجهاتها إلا من اختيارها التحريري الأساسي المتمثل في خدمة المجتمع والأسرة، ومن الأهداف الكبرى التي وضعتها لنفسها، ومن الضمير المهني لفريق التحرير.

الموازنة بين وظيفة الإخبار والرأي

الاستقلالية لا تعني خلو المضمون الإعلامي لثقة تيفي من الرأي، بل تعني بالعكس انفتاحها على مختلف الآراء التي تعكس التنوع في المجتمع المغربي، وذلك في إطار من التوازن والمسؤولية الاجتماعية، وخدمة المجتمع والأسرة، كما سيأتي بيانهما.

والرأي قيمة إضافية هامة في العمل الإعلامي، إذ لا يكفي القيام بالإخبار دون تنوير الجمهور، وبيان خلفيات الأحداث وتحليلها. 

لذلك يتم الجمع بين خدمة الإخبار التي تخضع لمبدأ حق الجمهور في الخبر الموثوق والمعلومة الدقيقة، وبين وظيفة التوعية والتثقيف التي تتجاوز مجرد نقل الأخبار بأمانة ودقة إلى الاشتغال على الرأي والرأي الآخر، وعلى التحليل والتوسع في زاوية الأثر الاجتماعي، كما ستوضح لاحقا.

المهنية

ونقصد بها الالتزام الصارم بقواعد المهنة والجودة في العمل، وباحترام الأجناس الصحافية، واحترام قاعدة الرأي والرأي الآخر، وغيرها من القواعد التي تستند إليها مهنة الصحافة.

الالتزام

ونقصد به الالتزام بأخلاقيات المهنة ومبادئها، وبالعمل على تحقيق أهداف الرسالة الإعلامية النبيلة، وبالمسؤولية الأخلاقية تجاه الجمهور والمجتمع.

المسؤولية الاجتماعية والسياسية

إن ما يحدد أهمية نشر المضامين الإعلامية هو طبيعة أثر نشرها على الفرد والأسرة والمجتمع، وكلما كان ذلك الأثر مفيدا وإيجابيا ومساهما في رفع الوعي الفردي والجماعي كلما كان الدافع للنشر قويا، وكلما كان العكس كان عدم النشر أولى، بغض النظر عن أهمية ذلك المضمون في جلب الجمهور.

ونمتنع بصرامة عن نشر أي مضمون سيكون له أي أثر سلبي أو مدمر على الفرد أو الأسرة أو النسيج الاجتماعي، أو سيكون مضرا بالوطن وبمصالحه العليا، أو يمس بثوابت الأمة المغربية كما حددها الدستور.

خدمة الأسرة والمجتمع

من أولويات عملنا الإعلامي والصحافي، البحث في قضايا الأسرة والمجتمع عن الخبر والقضية اللذان يثيران الاهتمام وتترك معالجتهما فائدة لدى الأفراد والأسر والمجتمع، وفق قاعدة المسؤولية الاجتماعية، كما سبق توضيحها.    

ما يطلبه الجمهور …

إن العمل وفق ” قاعدة ما يطلبه الجمهور” يخضع لقاعدة “المسؤولية الاجتماعية والسياسية”، كما سبق توضيحها، وقاعدة “ما يعود على الجمهور بالنفع” بما فيه تنويره والرفع من درجة وعيه السياسي، وذلك احتراما وتقديرا له، وأن ما نقدر أن لا فائدة فيه، لن نشتغل عليه.

والصحفي في صحيفة ثقة تيفي ليس مجرد وسيط بين الجمهور والمصدر، بل هو خادمه الأمين، يجتهد على تقديم ما يفيده ويحقق مصلحته بجودة عالية…

الالتزامات

تلتزم صحيفة ثقة تيفي وطاقم التحرير فيها بضمان واستمرار استقلاليتها التامة عن أي جهة مالية أو سياسية أو إيدلوجية، وبإنتاج محتوى رقمي جيد، يحترم أخلاقيات وقواعد المهنة، ويلتزم بالقوانين الجارية، وباحترام الحقوق الفردية والجماعية، وقيم المجتمع المغربي الأصيلة، والثوابت الجامعة للأمة المغربية المتمثلة في الدين الإسلامي الحنيف، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديموقراطي، والوحدة الترابية للمملكة.

وتلتزم صحيفة ثقة تيفي وفريق عملها بضمان جميع الشروط الضرورية لجعل تجربة المستخدم للموقع الإخباري في أجود حالاتها وبشكل دائم. كما يلتزمان بإنتاج محتوى رقمي بجودة عالية ومستدامة شكلا ومضمونا، يكون دائم التجدد، مُبدعا ودقيقا ومتنوعا ومفيدا وغنيا ومواكبا وشيقا، في إطار الاحترام التام للخصوصية وللأجناس الصحافية وقاعدة الرأي والرأي الآخر.

ويلتزم فريق التحرير في الصحيفة بنبذ جميع أشكال الاستهداف المسيء للأشخاص والهيئات، والامتناع عن تغذية الصور النمطية ضد مختلف فئات المجتمع، وخاصة النساء والأطفال والأشخاص في وضعية إعاقة، ودوي الحرف، والمهاجرين، وروافد الثقافة المغربية المتنوعة، وتقاليد الشعب المغربي الأصيلة، … كما يلتزم بعدم نشر أو تشجيع أو الإشادة بجميع ما يخالف القوانين الجارية أو يكون صادما للدوق العام والأخلاق ومعتقدات الشعب المغربي الأصيلة. 

ولضمان إنتاج الجودة في العمل تلتزم مؤسسة ثقة تيفي بتوفير الشروط الضرورية لذلك، وخاصة اعتماد نظام للحوافز، ونظاما للتكوين المستمر يواكب التطورات التشريعية ومستجدات العالم الرقمي وتطورات فضاءات التواصل الاجتماعي، ونظاما داخليا يضمن الحقوق ويحدد الواجبات والصلاحيات. كما تلتزم بتوفير الإمكانات اللازمة لعملهم.

رهانات النجاح

لبلوغ غايتها المتعلقة بالريادة الإعلامية، اعتمدت المؤسسة ست رهانات كبرى تعتبرها حقوقا للجمهور، وملهمة لفريق العمل، وهي:

المهنية: باعتماد أعلى درجات الاحترافية في صناعة ونشر المحتوى الرقمي، استنادا على الخبرة الكبيرة في اعتماد القواعد المهنية.

الجودة: في شكل ومضمون المحتوى الرقمي وفي تسويقه.

الإبداع: باعتماد اختيارات غير تقليدية ومبتكرة على مستوى المواضيع والقضايا والمصادر، وعلى مستوى زوايا المعالجة.

التميز: ونقصد به أن النشاط الإعلامي للمؤسسة، وأساليب تنظيم العمل والعلاقات الداخلية، وسلوك مواردها البشرية تلتقي حول صرورة منسجمة تعكس القيم والبادئ الأساسية التي وردت في ميثاق المؤسسة.

الفعالية: ونقصد بالفعالية الإعلامية ديناميكية تُدمج 3 عناصر أساسية وهي: فعالية الإنتاج، وفعالية التسويق، ومستوى الجودة. وتتفاعل هذه العناصر الثلاثة في تلك الديناميكية لنتج فعالية إعلامية تقاس قوتها بحسب قوة تلك العناصر.

الريادة: ويعبر هذا الرهان عن الطموح الجماعي في تصدر المشهد الإعلامي سواء على مستوى قاعدة الجمهور أو على مستوى قوة التأثير.

وتعتبر هذه الرهانات الهاجس اليومي لفريق العمل، خدمة للجمهور وحرصا على إرضائه وتأليفه.

الثقة أولا وأخيرا

الهدف الأول والأخير لعملنا هو نيل ثقة الجمهور، وقد اخترنا أن يعبر اسم الصحيفة الالكترونية “ثقة تيفي” على هدفنا الأساس، كي نكون واضحين في تعاقداتنا معه، وليكون نجاحنا في علاقتنا به لا يقاس فقط برقم يعكس حجم ذلك الجمهور ولكن بالأساس بحجم رصيد ثقته في عملنا.

ونحن واعون أنه رهان صعب تحفه الصعاب من كل جانب، لكننا عازمون على تحقيقه بحول الله، إخلاصاً لرسالة الإعلام النبيلة، وتقديرا لحق الجمهور في إعلام يحترمه ويقدره.

Exit mobile version