وجّهت هيئة الأمم المتحدة خطاباً للجنة الأولمبية الفرنسية يحمل احتجاجاً ومعارضة لقرار منع الرياضيات المسلمات اللواتي يمثلن فرنسا في الألعاب الأولمبية القادمة 2024، من ارتداء الحجاب.
وكشفت وزيرة الرياضة والألعاب الأولمبية في الحكومة الفرنسية، أميلي كاستيرا خلال تصريحات صحفية عن منع الحجاب على الرياضيات الفرنسيات المشاركات في الأولمبياد القادم الذي تحتضنه فرنسا عام 2024.
وقالت الوزيرة الفرنسية ، عبر برنامج “الأحد في السياسة” بقناة “فرانس 3″، إن الموقف الفرنسي واضح جدا في هذا المجال، وقد عبّر عنه مجلس الدولة ثم رئيسة الحكومة إليزابيث بورن، وهو التمسك بنظام علماني يطبّق بشكل صارم في مجال الرياضة.
أضافت كاستيرا “ماذا يعني هذا؟ بكل بساطة هو حظر أي شكل من أشكال التبشير في كل بعثاتنا الرياضية، والحياد المطلق للخدمة العامة”، وتابعت “ممثلات وفودنا في فرقنا الفرنسية لن يرتدين الحجاب”.
نشر موقع راديو “أر أم سي” الفرنسي، اليوم الثلاثاء 26 شتنبر الجاري، مقطعا من المراسلة الاحتجاجية التي وصلت بعد تصريحات وزيرة الرياضة الفرنسية، آميلي أوديا كاستيرا.
وأشارت هيئة الأمم المتحدة في هذا الشأن: “لا أحد مخول له فرض لباس على المرأة، سواء رغبت أن ترتديه أو أن تتخلى عنه، وسنعمل على إنهاء كل قرار يقصي الأشخاص اجتماعياً وثقافياً ورياضياً، حين يتسبب في شعوره بنقص أو أفضلية على شخص آخر”.
وأضافت المتحدثة الرسمية للهيئة الدولية، مارتا هورتادو: “هذه القرارات التمييزية ربما تتسبب في نتائج غير محمودة، ووفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، فإن القيود المفروضة على الأديان والمعتقدات، ومن بينها خيار الملابس، تكون مقبولة فقط في ظروف محدودة.
تُواجه تصريحات الوزيرة الفرنسية، بانتقادات واسعة لتعارضها مع مطالب عدة لاعبات مسلمات عبر العالم في حرية اللباس أثناء ممارسة مختلف الرياضات، لاسيما في ظل سماح واحتفاء “الفيفا” بالمغربية نهيلة بنزينة إثر مشاركتها في كأس العالم للسيدات بالحجاب –لأول مرة- في تاريخ البطولة العالمية.
يتزامن تصريح الوزيرة الفرنسية مع حملة تضييق ممنهجة تشنّها فرنسا على الحجاب، آخرها كان قرار حظر ارتداء العباءة في المدارس، ويأتي ذلك بعد منع الأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن خلال الرحلات المدرسية.
وانتقدت كاستيرا اللجنة الأولمبية الدولية لاتخاذها موقفاً معارضا بشأن هذه القضية، وقالت: “اللجنة الأولمبية الدولية، التي تحكم قواعد المشاركة هذه، تتبع منطقاً يعتبر ارتداء الحجاب ليس أمراً دينياً، بل يعتبره ثقافياً”.
ومنذ عام 2014 سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للنساء بارتداء الحجاب، لكن مجلس الدولة الفرنسي قرر في يونيو الماضي أن يظل ارتداء الحجاب في كرة القدم النسائية محظورا، وأن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يمكنه سن قواعد يراها ضرورية “لحسن سير” المباريات.