ثقة تيفي
قدم وليد الركراكي، مُدرب المنتخب الوطني المغربي، مساء أمس الجمعة، توضيحاته بشأن إقصاء “الأسود” من ثمن نهائي النسخة الـ34 لنهائيات كأس أمم إفريقيا.
وخلال مروره الإعلامي على قناة الرياضية المغربية، جدد مسؤوليته الكاملة عن الإخفاق القاري، رفقة طاقمه المساعد، مشددا على تشجيع اللاعبين لاستعادة الثقة والظهور بمستوى أفضل في كأس إفريقيا بالمغرب، واستخلاص الدروس للعودة بشكل أقوى.
تشجيع اللاعبين لاستعادة الثقة
أكد الناخب الوطني، وليد الركراكي، أنه ينبغي تشجيع اللاعبين لاستعادة الثقة والظهور بمستوى أفضل في نسخة كأس أمم إفريقيا المقبلة التي سيستضيفها المغرب، وذلك بعد الخروج من الدور ثمن النهائي في كوت ديفوار.
وشدد الركراكي، على ضرورة ضخ دماء جديدة في أسود الأطلس، سواء على مستوى الطاقم التقني أو اللاعبين، مشيرا إلى أنه سيراهن على المواهب الشابة في خططه المستقبلية لتعزيز صفوف المنتخب الوطني في مختلف المراكز.
وأشار، في هذا الصدد، الى أن كتيبة أسود الأطلس ستخوض مباراتين وديتين أمام منتخبين إفريقيين من أجل الاستعداد بشكل جيد لمختلف الاستحقاقات المقبلة، بما في ذلك ضمان خوض نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الثالثة تواليا.
كما دعا الناخب الوطني إلى الاستفادة من تجربة كأس أمم إفريقيا 2023، ومن النجاحات التي تشهدها كرة القدم المغربية، خاصة في أعقاب التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022.
وأبرز أن المغرب يمتلك رؤية مستقبلية على المستوى الرياضي، خاصة في أفق استضافته الدورة المقبلة لكأس أمم إفريقيا ولنهائيات كأس العالم 2030، فضلا عن مجموعة من المشاريع الرياضية التي تعزز إشعاع المملكة على المستوى الدولي.
استخلاص الدروس للعودة أقوى
أكد مدرب المنتخب الوطني، أنه يجب استخلاص الدروس من الإقصاء من دور ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، والتطلع إلى المستقبل للعودة بشكل أقوى.
وقال الركراكي، “خضنا كأس أمم إفريقيا بعد احتلالنا المركز الرابع في كأس العالم، لذلك كان كل فريق يسعى للتغلب على المنتخب المغربي. لم نكن في المستوى المطلوب، ربما بسبب الضغط. إنها مسابقة لم تكن سهلة بالنسبة لنا على مر التاريخ. يجب علينا دراسة العقبات لتسويتها في أفق كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب”.
و أضاف الناخب الوطني “كنا من بين الفرق التي خلقت أكبر عدد من الفرص خلال كأس أمم إفريقيا، واستحوذنا على الكرة، لكننا افتقدنا الفعالية. يجب أن نشتغل على هذا الجانب”.
وفي معرض حديثه عن الاستعداد لهذه التظاهرة القارية، أكد الركراكي أن الظروف كانت جيدة، موضحا “بدأت استعداداتنا قبل 15 يوما من المباراة الأولى. ذهبنا مبكرا لنتأقلم مع الأجواء. هذا ما كان يجب القيام به على مستوى الاستعداد. الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حرصت على توفير الظروف الجيدة لهذه المشاركة”.
وبخصوص التغييرات التي أدخلها على التشكيلة خلال المنافسات، أكد الركراكي أنها كانت بالنظر إلى مؤهلات كل لاعب وجدواه في كل مباراة، دون إغفال الإصابات والمرض، ما كان يفرض إجراء تعديلات على مستوى المجموعة.
وأشار، في معرض حديثه عن تنافسية بعض اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، إلى أنه “على المستوى البدني، ليس هناك منطق. لقد خضنا كأس عالم عالية المستوى مع لاعبين غير أساسيين في أنديتهم. ربما الجانب الذهني هو الذي أثر على أداء الفريق”.
وحول اختياراته للاعبين خلال المباراة ضد منتخب زامبيا، ولماذا لم يعمد إلى إراحة بعض اللاعبين بما أن المنتخب المغربي كان ضمن تأهله، أوضح الركراكي أن المنتخب المغربي كان عليه الفوز بهذه المباراة ليتصدر المجموعة، ويواجه خصما أدنى ترتيبا في ثمن النهائي، ويبقى في سان بيدرو.
وبالعودة إلى حالة زياش الذي أصيب خلال هذه المباراة، وغاب أمام منتخب جنوب إفريقيا، أكد الناخب الوطني أنه كان من المقرر أن يلعب شوطا فقط أمام منتخب زامبيا، لكنه تعرض للإصابة خمس دقائق قبل نهاية الشوط الأول.
و أعرب الناخب الوطني عن أسفه قائلا “كنا حريصين على تكرار الفرحة التي عشناها في كأس العالم. بذلنا قصارى جهدنا. التفاصيل أدت إلى إقصائنا. نشعر بخيبة الأمل”. وأضاف “ربما ارتكبنا أخطاء. أتحمل المسؤولية لأنني أنا من اختار اللاعبين والاستراتيجية”.
الاجتماع مع لقجع ووصفة تجاوز عقدة “الكان”
كشف الركراكي كواليس اجتماعه مع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، لتقييم الاقصاء المبكر للمنتخب المغربي من كأس إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.
وأفاد الركراكي، أن وجود مغربي يقود المنتخب مختلف عن وجود شخص أجنبي، متابعا “هذه بلادي وكنت أريد إفراح الجمهور المغربي لأنني كنت أعرف الانتظارات من المنتخب ولهذا كنت منزعجا”.
وقال، “جلسنا أكثر من مرة وبحثنا في الأمور الجيدة التي حدثت خلال الكان، والأمور التي كان يمكن أن نقدم فيها أحسن مما قدمناه، والمستقبل الذي ينتظرنا”.
كما تحدث المدرب الوطني، عن عقد جلسات تحليل وتقييم عميقة تهم عقدة المنتخب المغربي بـ”الكان”، رغم توالي أجيال بمستوى كبير، أو مدربين لديهم مشوار بألقاب قارية لكنهم فشلوا مع النخبة الوطنية.
وتابع: “علينا البحث عن إجابات مقنعة، من أجل التقدم، ولهذا هنالك توجه نحو فتح نقاش عميق، بحضور دوليين سابقين ومختصين وأطباء لوضع اليد على مكمن الخلل، والوصول لإجابات مقنعة عن سبب عدم التألق القاري”.
ودافع الركراكي، عن تمثيلية اللاعبين الشباب رفقة المنتخب الوطني الأول، واستفادتهم من التعرف على أجواء مسابقة من قيمة “الكان” وأجوائه: بالقول “هذه رؤيتي المستقبلة، أنا حاليا لا أشتغل فقط على الفترة الحالية، بل أريد تجهيز جيل مستقبلي”.