تعقد محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة جلسات استماع اعتبارا من اليوم الاثنين، بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، ومن المتوقع أن تقد م 52 دولة أدل ة بهذا الشأن.
ومن المقرر أن تخاطب دول من بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين، القضاة في جلسة تستمر أسبوعا في قصر السلام في لاهاي، مقر المحكمة.
وفي حين أن رأي المحكمة لن يكون ملزما ، إلا أنه يأتي وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بشأن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وهذه الجلسات منفصلة عن قضية أخرى رفعتها جنوب إفريقيا، تقول فيها إن إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية خلال الهجوم الحالي على غزة.
وتواصل إسرائيل هجماتها على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة في القطاع الأحد “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28985 شهيدا و68883 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، مضيفة “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني إليهم”.
وقضت محكمة العدل الدولية في هذه القضية في كانون الثاني/يناير بأن على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن ها لم تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار.
ورفضت الجمعة طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات إضافية على إسرائيل، لكنها كررت التأكيد على ضرورة تنفيذ الحكم بالكامل.
وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية النظر في مسألتين.
في المسألة الأولى، سيكون على المحكمة النظر في العواقب القانونية لما أسمته الأمم المتحدة “الانتهاك المستمر من جانب إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير”.
ويتعل ق ذلك بـ”الاحتلال المستمر والاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967… وبالتدابير الرامية إلى تغيير التركيبة الديموغرافية وطابع ووضع مدينة القدس”.
ثم بدأت إسرائيل في استيطان 70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها. وأعلنت الأمم المتحدة في وقت لاحق أن احتلال الأراضي الفلسطينية غير قانوني. ثم استعادت القاهرة سيناء بموجب اتفاق السلام الذي أبرمته مع إسرائيل في العام 1979.
كذلك، طلب من محكمة العدل الدولية النظر في تبعات ما وصفته بـ”تبن ي إسرائيل للتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة”.
وفي المسألة الثاني، سيكون على محكمة العدل الدولية أن تقدم “رأيا استشاريا” بشأن كيفية تأثير تصرفات إسرائيل “على الوضع القانوني للاحتلال” وما هي العواقب بالنسبة إلى الأمم المتحدة والدول الأخرى.
وستصدر المحكمة حكما “عاجلا ” في القضية، ربما بحلول نهاية العام.
تبت محكمة العدل الدولية في النزاعات بين الدول، وتعد أحكامها ملزمة رغم أنها لا تملك سوى القليل من الوسائل لتنفيذها.
ولكن في هذه القضية، لن يكون الرأي الذي تصدره ملزما .
وفي هذا الإطار، تقول المحكمة “يبقى الجهاز أو الوكالة أو المنظمة (التي لجأت إليها) حرة في تنفيذ الرأي بأي وسيلة متاحة لديها، أو القيام بذلك”.
ولكن غالبية الآراء الصادرة عنها غالبا ما يبنى عليها.
وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت في السابق آراء استشارية بشأن شرعية إعلان استقلال كوسوفو عن صربيا وغيرها من القضايا.
كذلك، أصدرت “رأيا استشاريا ” في العام 2004 أعلنت فيه أن أجزاء من الجدار الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية ويجب هدمها.
ولن تشارك إسرائيل في جلسات الاستماع، كما ردت بغضب على طلب الأمم المتحدة للعام 2022، ووصفه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه “مهين” و”مشين”.
وفي الأسبوع الذي تلا قرار الأمم المتحدة، أعلنت إسرائيل سلسلة من العقوبات ضد السلطة الفلسطينية لجعلها “تدفع ثمن” سعيها إلى إصدار القرار.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه على الرغم من أن هذه القرارات غير ملزمة، إلا أنها “يمكن أن تحمل سلطة أخلاقية وقانونية كبيرة” ويمكن إدراجها في القانون الدولي في نهاية المطاف.
وقال كلايف بالدوين كبير المستشارين القانونيين في هيومن رايتس ووتش، إن جلسات الاستماع يجب أن “تسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد”.
عن (ا ف ب) بتصرف