وفاء الدرقاوي
قالت أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الأول وجدة، نزهة معاريج، إن كتابها “رسائل مغربية في أصول مقدسية” الصادر تحت إشراف لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يُبيّن الارتباط المتين بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، وبين أرض الرباط عامة، والمسجد الأقصى على الخصوص.
وتابعت في تصريح لـ “ثقة تيفي” على هامش حفل توقيع في مدينة مكناس، أن مضمون الكتاب يدحض المزاعم التي بدأ الترويج لها من “كون الاهتمام بالقضية الفلسطينية هو من قبيل الاهتمام بالفروع، وأن التفريط فيها لا يؤثر على الانتماء الحضاري إلى دين الإسلام، ولا يترتب عليه أي إثم”، مؤكدة “أن التفريط في هذه المسألة يُهدد بالانسلاخ عن دين الإسلام والانتماء إلى هذه الأمة”.
وأبرزت أستاذة العقيدة ومقارنة الأديان والفكر المعاصر، أن ما يقدمه الكتاب للقضية الفلسطينية، يتعلق بجمع كلمة الأمة حولها، كما هو الحال على اجتماعها على أصولها، محملة مسؤولية الدفاع عن فلسطين للأمة كاملة وليس لأبناء فلسطين وحدهم.
و في تقديمه لكتاب “رسائل مغربية في أصول مقدسية” اعتبر الشيخ عكرمة صبري أمين منبر الأقصى، أن الباحثة، تؤكد في كتابها على أهمية الأدلة العقلية والنقلية في موضوع المسجد الأقصى المبارك، مضيفا أنها أدلة قطعية الدلالة وقطعية الثبوت فلا مجال لدعاة التشكيك أن يشككوا في موضوع المسجد الأقصى المبارك الذي يمثل جزءا من عقيدة المسلمين إلى يوم الدين.
والكتاب من الحجم المتوسط، يتكون من فصلين : الأول بعنوان “مؤسسة المسجد وحفظ الهوية-المسجد الأقصى نموذجا-“، والثاني بعنوان “وحدة الأمة والمسجد الأقصى أية علاقة ؟ – أركان الإسلام والإيمان و المعتقدات-“، وضمنتهما “إجراءات عملية لإقامة وحدة الأمة من خلال المسجد الأقصى”.
وأكدت الكاتبة في مؤلفها، على أن الأقصى مسجد تفضل الله بتسميته كما شرفه برحلة ليلية لأشرف خلقه، وأن الارتباط الحاصل بينه وبين المسجد الحرام مجزوم بوجود اسمهما و جغرافتيهما وتاريخهما.
وشددت إلى أن الأقصى مسجد تضافرت الأدلة على مركزتيه في المعركة الحضارية بين الحق والباطل، وأن قدسيته الحضارية حكمت به النصوص المقدسة للمسلمين، و يوافقهم في ذلك المخالفون من أتباع الديانات الأخرى من اليهود والنصارى.
و أبرزت المؤلفة معاريج، التلاحم الحاصل بين مؤسسة المسجد ومقامات الدين الحنيف من إسلام وإيمان وإحسان، مؤكدة أن مؤسسة المسجد شكلت جزءا من ماهية هذه العبادات. واعتبرت أن إنكار المسجد الأقصى هو إنكار للمسجد الحرام، وفي ذلك هدم صريح لطاعات عديدة (القبلة، الصلاة، الحج..).
وقالت “إن إحراق منبر المسجد الأقصى في أبعاده الحضارية، هو إحراق لتاريخ أمة، وإتلاف لجغرافية وطن، وطمس لهوية شعب بغاية اجتثاثه وإتلاف معتقداته ونسف أصوله”.
وعن مشاريعها المستقبلية، قالت نزهة معاريج لـ ثقة تيفي، إنها بصدد الاشتغال على الطبعة الثانية لكتاب “فلسطين في نصوص العهد القديم”، ومشروع كتاب جديد ستعلن عنه قريبا.
و أشارت عضو المنتدى الأكاديمي من أجل القدس، بأن البحث الأكاديمي بالنسبة للقضية الفلسطينية لا زال يمشي على استحياء، وهو ما اعتبرته خللا كبيرا يجب أن يُستدرك.