نبهت الأمم المتحدة الأربعاء إلى أن حجم النفايات في العالم الذي بلغ 2,3 مليار طن عام 2023، سيواصل نموه المطرد، وسيزيد بنسبة الثلثين بحلول عام 2050، نظرا لغياب التحرك للحد منه، ما سيترك تأثيرا ضخما على الصحة والاقتصاد.
وبهذه الوتيرة، من المتوقع أن تصل النفايات المنزلية (من دون النفايات الصناعية ونفايات البناء) إلى 3,8 مليارات طن بحلول منتصف القرن، وهو ما يتجاوز توقعات تقرير البنك الدولي السابق عن هذا الموضوع.
وما سيفاقم المشكلة أن زيادة حجم هذه النفايات سيكون كبيرا جدا في البلدان التي لا تزال تعالجها بطريقة ملوثة، بواسطة مكبات النفايات والحرق في الهواء الطلق، مما يسبب تلوث التربة، ويؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة كالميثان.
وأضاف التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة “رغم الجهود المبذولة، لم يتغير سوى القليل”. ولاحظ أن “البشرية تراجعت في هذا المجال، فولدت المزيد من النفايات”. وأشار إلى أن “مليارات الأشخاص لا ت جمع نفاياتهم”.
وفيما ي جمع القسم الأكبر من النفايات في الدول الغنية، لا تتعدى نسبة ما يجمع في البلدان المنخفضة الدخل 40 في المئة من مجمل كمية النفايات.
وأفاد التقرير الصادر في مناسبة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة من أجل البيئة التي نظمت هذا الأسبوع في نيروبي بـأن ما بين 400 ألف ومليون شخص يموتون اليوم كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالإدارة غير السليمة للنفايات (الإسهال والملاريا وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان).
وتؤدي النفايات المتروكة على الأرض إلى نشر المواد المسببة للأمراض والمعادن الثقيلة وغيرها في التربة والمياه الجوفية لفترة طويلة. ويؤدي احتراقها في الهواء الطلق إلى إطلاق ملوثات ثابتة في الغلاف الجوي. أما النفايات العضوية التي تتحلل في مكبات النفايات فمسؤولة عن 20 في المئة من انبعاثات غاز الميثان البشرية، وهو الغاز الأكثر تسببا بالاحترار بين كل الغازات الدفيئة.
وحذر التقرير من أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة للنفايات في العالم سترتفع لتصل إلى 640 مليار دولار سنويا بحلول سنة 2050 في حال عدم التحرك لمواجهة هذا الوضع.
ورأى أن ثمة “حاجة ملح ة” للبدء في “تخفيض جذري للنفايات” والاستثمار في الاقتصاد الدائري.
بتصرف عن (ا ف ب)