ثقة تيفي
يشهد العالم تاريخ الـ 29 من فبراير مرة كل أربع سنوات، أي ما يعرف بالسنة الكبيسة، ويصادف هذا التاريخ في العالم الحالي يوم الخميس، ويرتبط هذا اليوم بعدد من الأساطير والعادات، تجعله يوم الهدايا ومكافأة المواليد ويوم العزاب والزواج.
قصة 29 فبراير
بدأت فكرة السنة الكبيسة واليوم “الزائد” منذ نشأة فكرة التقويم الروماني التي أرساها يوليوس قيصر للمرة الأولى عام 45 قبل الميلاد، لإنهاء فوضى التقاويم المتغيرة بحسب أهواء أصحاب السلطة.
كانت السنة مكونة من 12 شهرا، فجعل هذا التقويم الشهور الفردية 31 يوما، والشهور الزوجية 30 يوما، كما جعل شهر فبراير المسؤول عن مهمة اليوم الزائد، ليصبح 29 يوما في السنوات العادية و30 يوما في السنة الكبيسة.
وفي السنوات المكونة من 366 يوماً، كان اليوم الإضافي حينها تكراراً لتاريخ 24 فبراير أي “اليوم السادس قبل تقويم مارس”.
ومع الانتقال إلى التقويم الغريغوري عام 1582، أُدرج اليوم الإضافي في نهاية شهر فبراير، في اليوم التاسع والعشرين، بحسب معهد IMCCE.
وبما أن الأرض لا تستغرق بالضبط 365 يوماً و6 ساعات للدوران حول الشمس، بل 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة وبضع ثوانٍ، فليست كل السنوات التي هي مضاعفات للرقم أربعة كبيسة، إذ تستثنى منها مضاعفات الـ100، ومن هنا، فإن عامي 1900 و2100، مثلاً، ليس فيهما تاريخ 29 فبراير.
مواليد 29 فبراير
مع احتمال نسبته واحد من 1461 للولادة في 29 فبراير، فإن بضعة ملايين فقط من الأشخاص في العالم لديهم تاريخ الميلاد المميز هذا، أي ما يساوي نحو 5 ملايين شخص فقط من أصل سكان العالم البالغ عددهم 7.5 مليارات نسمة، بحسب الإحصاءات.
وعلى وجه التحديد، 27 ألف و832 في فرنسا منذ عام 1968، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.
وأغلب مواليد هذا اليوم في الدول والحكومات، يتم تسجيلهم في الشهادات الرسمية أنهم من مواليد 1 مارس، والبعض تسجلهم من مواليد 28 فبراير.
ورغم ندرة مواليد هذا اليوم، موسوعة غينيس للأرقام القياسية وثقت اسم عائلة هينركسن في النرويج التي أنجبت أبناءها الثلاثة في هذا اليوم على التوالي في أعوام 1960 و1964 و1968.
وعلى الحدود مع المكسيك، يقام للأشخاص المولودين في 29 فبراير مهرجان خاص بهم في مدينة أنتوني الصغيرة في تكساس، التي نصبت نفسها عاصمة عالمية للسنوات الكبيسة منذ عام 1988.
وفي إيرلندا، دفعت الحكومة مكافأة قدرها 100 يورو عام 2004، للأطفال المولودين في 29 فبراير، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للسنة الدولية للأسرة، التي أعلنتها الأمم المتحدة في عام 1994.
يوم التعاسة والحب والزواج
يرتبط هذا اليوم بتقليد جعل منه «يوم العازبين» أو «يوم امتياز السيدات»، حيث يطلب الرجل يد المرأة التي يحبها، ويُسمح للمرأة بطلب الزواج من الرجل الذي تحبه، وعليه أن يقبل طلبها، وينسب هذا التقليد إلى ملكة أسكتلندا مارغريت التي أقرت هذا القانون عام 1288.
ولا يزال الايرلنديون يضعون في اعتبارهم هذا التقليد القديم الذي يُنسب إلى القديسة بريغيد منذ القرن الخامس، ويقال إنها بعد أن أقنعت القديس باتريك بالموافقة على هذا التقليد، تقدمت بطلب الزواج منه. لكنه لم يوافق على طلبها وأهداها فستانا من الحرير.
ومنذ تلك الفترة، كان على من يرفض عروض الزواج أن يقدم هدية تكون في غالب الأحيان أحيان عبارة عن 12 زوجا من القفازات، كي تغطي المرأة يدها التي لا تحمل خاتم الزواج طوال الأشهر الاثني عشر شهرا.
وفي عام 2010 ألهم هذا التقليد فيلم «ليب يير»، وهو عمل كوميدي رومانسي من بطولة إيمي آدامز اختارته مجلة تايم “أسوأ فيلم للعام”.
وعلى النقيض من ذلك تماما، في اليونان تكون التعاسة مصير من يتزوج خلال السنة الكبيسة بشكل عام، وفي يوم 29 فبراير على الخصوص. أما إذا انفصل زوجان فلن يشعرا بالحب والسعادة مجددا.
عطل 2000
مع اقتراب الألفية الجديدة، تركزت كل المخاوف على احتمال حدوث عطل كبير في أجهزة الكمبيوتر في الأول من يناير 2000، وفي نهاية المطاف كانت المشكلات التقنية مرتبطة بتاريخ 29 فبراير 2000.
حيث تعطلت حواسيب الشرطة مؤقتاً في بلغاريا، وكذلك خدمات الأرصاد الجوية اليابانية ونظام أرشفة الرسائل التابع لخفر السواحل الأمريكي، وخدمة الضرائب البلدية في مونتريال، بحسب أرشيف وكالة “فرانس برس”
وكان لا بد من تصحيح نظام الكمبيوتر الخاص بعدادات مواقف السيارات في باريس آلة تلو الأخرى، لأنه لم يتنبأ بتاريخ 29 فبراير 2000.
(المصدر: مواقع)