دعت الأمم المتحدة ودول عدة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مطالبة بإجراء تحقيق بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مدنيين فلسطينيين أثناء توزيع مساعدات الخميس، ما أد ى إلى مقتل أزيد من 115 أشخاص.
وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقا تابعا لها زار الجمعة مستشفى الشفاء في شمال غزة الذي استقبل مئات الجرحى بعد المأساة، وعاين “عددا كبيرا من الجروح الناجمة عن أعيرة نارية”.
وأمضى موظفون في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، وهم أول من يتمكن من الوصول إلى شمال القطاع منذ أكثر من أسبوع، ما يزيد قليلا عن ساعتين صباح الجمعة في المستشفى الواقع في مدينة غزة الذي زودوه أيضا بكميات من الأدوية والوقود، وفق ما أوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال ستيفان دوجاريك إن “الشفاء استقبل الخميس أكثر من 700 جريح، منهم 200 لا يزالون في المستشفى، ووقت هذه الزيارة أبلغهم موظفو المستشفى أنهم استقبلوا 70 جثة لأشخاص قتلوا الخميس” بعد المأساة التي حدثت أثناء توزيع مساعدات.
ولم يوضح المتحدث إن كان أعضاء الفريق قد فحصوا الجثث، لكنه أكد أنهم رأوا “عددا كبيرا من الجروح الناجمة عن أعيرة نارية لدى المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج”.
وقال شهود عيان الخميس إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على حشد كان يتجمع حول شاحنات مساعدات إنسانية في مدينة غزة. وبلغت حصيلة القتلى 115 قتيلا ونحو 760 جريحا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأكد مسؤول في الجيش الإسرائيلي حدوث “إطلاق نار محدود” من جانب الجنود الذين شعروا “بالتهديد” وتحدث عن “تدافع ق تل وج رح خلاله عشرات السكان، ودهست شاحنات المساعدات بعضهم”.
وبعد أكثر من خمسة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، أكدت فصائل فلسطينية بينها حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي، في بيان أصدرته في موسكو، أنها ستواصل العمل لتحقيق “وحدة وطنية شاملة” في إطار منظمة التحرير وأولوية مواجهة “العدوان الإسرائيلي” في غزة.
وجمعت روسيا الخميس ممثلين عن فصائل فلسطينية لإجراء مباحثات في خضم الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ميدانيا ، ذكرت حكومة حماس أن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت عشرات الغارات في مختلف أنحاء القطاع الجمعة، بينها خان يونس ورفح في الجنوب. وقال شهود إن المعارك بين الجنود الإسرائيليين وحركة حماس تتواصل في مدينة غزة (شمال) وكذلك في خان يونس.
وبلغت حصيلة الخسائر البشرية أكثر من 30200 قتيل في القطاع المحاصر، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس، بينما تهدد المجاعة 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون، وفقا للأمم المتحدة التي حذرت مجددا الجمعة من أن المجاعة في القطاع “أصبحت شبه حتمية ما لم يتغير شيء”.
وذكر طبيب في مستشفى الشفاء في مدينة غزة وشهود الخميس أن جنود الاحتلال الاسرائيلي أطلقوا النار على “آلاف المواطنين” الذين هرعوا نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي في غرب المدينة.
ومن شأن هذه المأساة أن تعقد المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال بايدن إنه لن تكون هناك “على الأرجح” هدنة في غزة بحلول الاثنين، بعدما أعرب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن أمله في وقف إطلاق النار بحلول الرابع من آذار/مارس.
ويحاول الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف القتال، وإطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وأجبرت المعارك 1,7 مليون شخص من سكان قطاع غزة على الفرار من منازلهم.
وتقد ر الأمم المتحدة أن حوالى 1,5 مليون فلسطيني يتكد سون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشن هجوم على المدينة. فيما يبقى معبر رفح مع مصر مغلقا.
وطلبت واشنطن “أجوبة” من إسرائيل بشأن مقتل المدنيين عند دوار النابلسي، داعية إلى “تحقيق معمق”. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن “أفضل طريقة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني هي التوصل إلى اتفاق بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار…”، مشيرة إلى وضع “يائس بشكل لا يصدق” في غز ة.
ودانت إيطاليا وإسبانيا المأساة، وأكدتا على ضرورة وقف إطلاق النار “بشكل عاجل”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين الجمعة عبر منصة “إكس”، “يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق في ما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون اليها، ويجب ضمان وصولها اليهم”.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن شعوره “بالصدمة والاشمئزاز جراء مقتل مدنيين أبرياء”.
من جهة أخرى، أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيفرج “في بداية الأسبوع المقبل” عن 50 مليون يورو كمساعدة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قبل أن يفرج لاحقا عن 32 مليون إضافية.
وكانت دول عد ة أوقفت مساعداتها للاونروا التي اتهمت إسرائيل عددا من أعضائها بالتورط مع حماس.
في فرنسا، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن “سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استهدف مدنيون من جنود إسرائيليين”، مطالبا بـ”الحقيقة” و”العدالة”. كما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية صباح الجمعة بـ”تحقيق مستقل ” بشأن ما حصل.
وأعربت الصين الجمعة عن “صدمتها” إزاء المأساة، مؤكدة “إدانتها الشديدة” لما جرى.
كذلك، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف مدنيين عزل” ما تسبب بـ”مقتل المئات إزاء قصف قوات الاحتلال طوابير من المدنيين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات”.
وتحدثت قطر عن “مجزرة شنيعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل”، فيما قالت تركيا إن “إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية”.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا الخميس لبحث المسألة، بعدما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته”، منددا بواقعة “مروعة”، وداعيا إلى “تحقيق مستقل” لتحديد المسؤوليات.
وحذ رت الأمم المتحدة مجددا الجمعة من أن مجاعة في قطاع غزة “أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء”.
ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة التي لم تعلن بعد في قطاع غزة.
وأكد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لايركه أنه “حتى إعلان حالة مجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى كثيرين”.
وقال لايركه في المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة الجمعة في جنيف “لا نريد أن نصل إلى هذا الوضع ويجب أن تتغي ر الأمور”.
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إنه وفقا للإحصاءات الرسمية التي جمعتها سلطات حماس التي تسيطر على قطاع غزة، سج لت وفاة عشرات الأطفال رسميا بسبب سوء التغذية.
وأضاف أن هذا العدد بالتأكيد أقل من الأرقام الفعلية.
عن (ا ف ب) بتصرف