كما هو المعتاد كل سنة، اختلفت الدول الإسلامية في تحديد أول أيام رمضان لعام 1445 هجرية، بسبب اختلاف الاختيارات المذهبية والمقاربات المعتمدة في تحديد بداية شهر الصيام. لكن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يستقبل الشهر الفضيل تحت مواصلة العدوان الإسرائيلي سياسة التجويع الجماعي والتدمير الشامل للعمران في قطاع غزة، توحد مشاعر المسلمين عبر العالم.
بين الاثنين والثلاثاء
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب أن فاتح شهر رمضان 1445هـ هو يوم الثلاثاء الموافق لـ12 مارس 2024. وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أنها راقبت هلال شهر رمضان المعظم لعام 1445 ه، بعد مغرب يوم الأحد 29 شعبان 1445 ه، موافق 10 مارس 2024م، واتصلت بجميع مندوبي الشؤون الإسلامية بالمملكة، وبوحدات القوات المسلحة الملكية المساهمة في مراقبة الهلال، فأكدوا لها جميعا عدم ثبوت رؤيته.
وأعلنت عدد من الدول العربية أن غرة شهر رمضان لعام 1445 هـ ستكون يوم الاثنين الموافق للحادي عشر من شهر مارس 2024. وهكذا ذكر بيان للديوان الملكي السعودي أن المحكمة العليا قررت مساء الأحد، أن الاثنين الموافق 11 مارس 2024، هو غرة شهر رمضان لهذا العام 1445هـ.
وأكدت دار الافتاء المصرية أنها استطلعت هلال شهر رمضان لهذا العام وثبت لها ثبوتا شرعيا أن يوم غد الاثنين هو غرة الشهر الفضيل. وفي فلسطين أعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، أن يوم غد هو أول أيام شهر رمضان المبارك في الأراضي الفلسطينية.
وأكدت هيئة الرؤية الشرعية في كل من مملكة البحرين والكويت أن يوم غد الاثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك في الدولتين.
وفي الامارات أعلنت اللجنة المكلفة بتحري رؤية هلال شهر رمضان أن غدا الاثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك في البلاد . وفي قطر أعلنت لجنة تحري رؤية الهلال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن اليوم الأحد هو المتمم لشهر شعبان وأن يوم غد الاثنين الموافق ل 11 من مارس 2024 هو أول أيام شهر رمضان المبارك للعام 1445 ه.
وأعلنت كل من دار الافتاء في لبنان ووزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية والمجلس العلمي الفقهي في سوريا وديوان الوقف السني في العراق ، أن يوم غدا الاثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك في هذه الدول.
وكانت إيران أعلنت سابقا أنه يتعذر رؤية هلال رمضان الأحد. وقال حجة الإسلام علي رضا موحج نجاد، عضو طاقم الاستهلال “يمكن رؤية هلال شهر رمضان بسهولة يوم الاثنين. ولذلك نتوقع، كما ورد في التقويم، أن يكون يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك”.
2.2 مليون فلسطيني مهددون بالمجاعة
وبينما يحيي المسلمون عادة هذا الشهر في أجواء من البهجة والفرح، تلقي الحرب في غزة بظلالها على جزء كبير منهم هذا العام خصوصا في المنطقة.
ويأتي رمضان هذا العام وقد دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره السادس، ومقابل استعدادات الأسر في العالم الإسلامي لإحياء الشهر، يواجه أكثر من مليوني شخص يشكلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية.
وفيما يتوافد فلسطينيون إلى السوق في رفح في جنوب قطاع غزة استعدادا لشهر رمضان في ظل ارتفاع الأسعار، تراجعت تماما آمال التوصل الى هدنة بحلول رمضان.
وارتفعت حصيلة القتلى في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 30960 شخصا على الأقل، حسب وزارة الصحة في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي ظل شح المساعدات والحصار الإسرائيلي المطبق وتشريد القسم الأكبر من سكان القطاع وحرمانهم من الماء والطعام والوقود، تنذر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليون سكان القطاع الصغير مهددون بمجاعة مع نقص كبير في الغذاء ومياه الشرب
لا هدنة في الأفق
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة وجهها مع حلول شهر رمضان أن الحركة منفتحة على التفاوض رغم فشل المحادثات مع إسرائيل التي حملها مسؤولية عدم التوصل لاتفاق.
وقال هنية في رسالته إلى أهالي “غزة الأبية الصابرة”، “أقول بوضوح إن الذي يتحمل مسؤولية عدم التوصل لاتفاق هو الاحتلال وحكومة العدو الصهيوني لأنه لا يريد ان يلتزم بالمبادئ الاساسية للاتفاق … ومع ذلك أقول باننا منفتحون على استمرار المفاوضات وعلى أية صيغ تنهي هذا العدوان وهذه الجرائم على شعبنا”.
ألقت إسرائيل السبت باللوم على حماس في فشل التوصل لاتفاق واتهمت الحركة “بالتشب ث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان”.
ولكن هنية قال إن “أي اتفاق يجب أن يكون شاملا على مراحل متلازمة، وبضمانات دولية … إذا تسلمنا من الاخوة الوسطاء موقفا واضحا من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لان نصل الى استكمال حلقات الاتفاق وأن نبدي مرونة في قضية التبادل”.
وأضاف “حتى قبل ساعات من هذه الكلمة كنت على اتصال مع اخواني الوسطاء ولم نتلق اطلاقا أي التزام بهذا المعنى. (العدو) يريد استراداد اسراه وأن يستانف الحرب على شعبنا. حتى هذه اللحظة لم يعط التزاما بالانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، يتحدث عن اعادة انتشار واعادة تموضع للجيش المحتل داخل غزة. لم يعط اي التزم بعودة النازحين الى أماكن سكناهم. … يتحدث عن عودة بالتدريج. ما هي معالمها ومحدداتها؟ غير واضحة”.
وتابع “هو يؤكد على بقائه في محور الشهداء (وسط القطاع) وأن يقطع القطاع ويقسمه الى نصفين… لا نريد إطلاقا اتفاقا لا ينهي الحرب ولا يعيد اهلنا النازحين الى بيوتهم أو لا يضمن خروج العدو الاسرائيلي من قطاع غزة… ولا يؤمن القضايا لانسانية ولا سيما في شمال القطاع الذي يعاني من سياسة التجويع بل يموت الاطفال وكبار السن والنساء بسبب الحصار الانساني والعسكري وعلى مدينة غزة وشمال القطاع”.