المظلات السوداء والرمادية والزهرية المحملة مؤنا التي تلقيها الطائرات منذ أكثر من شهر يترقبها السكان في شمال غزة الذي دمرته الحرب ويجرون لالتقاط ما تحمله، لكن إلقاء رزم الطعام من الجو يثير جدلا خصوصا أنه تسبب بمقتل 18 شخصا.
فقد دعت حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007 إلى وقف هذه العمليات “فورا ” وفتح المعابر لإدخال المساعدات برا بعدما غرق 12 شخصا الإثنين أثناء محاولتهم استعادة رزم سقطت في البحر، وقتل ستة جراء التدافع.
كان البحر هائجا ، وهم لا يجيدون السباحة، على ما قال عدي نصار (27 عاما ) عن الذين غرقوا.
وأوضح الشاب الذي عاد في اليوم التالي إلى شاطئ السودانية نفسه شمال مدينة غزة ليجرب حظه مرة أخرى لوكالة فرانس برس “دخل شباب وأولاد في البحر حتى يحصلوا على الأكل من المظلات والصناديق التي فيها. ماتوا. فهم لا يعرفون السباحة. راحوا وما رجعوا”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة “طالما حذنا جميع الدول التي تنفذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من خطورة إجراءاتها الخاطئة، لأن جزءا من هذه المساعدات يلقى في البحر، وجزءا منها يلقى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجزءا منها يلقى في المناطق الخطرة، مما يعرض حياة المواطنين الجوعى للخطر الشديد، وها هو نفس السيناريو يتكرر”.
– يظهرون أنهم يتحركون –
بدأت عمليات الإنزال الجوي في فبراير بسبب تدني عدد الشاحنات التي تدخل عبر معابر القطاع التي تتحكم بها إسرائيل، عندما بدأت المجاعة تهدد سكان القطاع ولا سيما في الشمال.
خلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة مند الثامن من أكتوبر ما يقرب من 32500 قتيل، وفقا لأحدث تقرير صادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
تلقي طائرات أردنية أو مصرية أو فرنسية أو أميركية ومن بلدان أخرى الطرود التي تميزها أعلام صغيرة للدول المانحة مثل الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا.
الإثنين على سبيل المثال، ألقيت 46 ألف حصة عسكرية، بحسب الجيش الأميركي. وهي موجهة إلى 300 ألف شخص ظلوا في الشمال المدمر حيث يصعب وصول الشاحنات.
وسجلت هيئة كوغات الحكومية الإسرائيلية 44 عملية إنزال جوي ألقيت خلالها 2000 مظلة.
لكن هذه الآلية لا يمكن أن تعوض عن النقل البري.
دعوات لفتح القنوات البرية
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من رفح، جنوب القطاع، الثلاثاء إن “حجم المأساة كبير جدا لدرجة أن أي مساعدة ستلقى ترحيبا ، شرط وصولها بسلام. ولكن لا ينبغي أن يحيدنا هذا عن الأمر الأساسي. فالمساعدات الغذائية تنزل عادة بالمظلات عندما يكون الناس معزولين، على بعد مئات الكيلومترات. ولكن هنا، المساعدة التي نحتاجها لا تكاد تبعد بضعة كيلومترات. لذلك علينا استخدام الطرق البرية!”.
وتتزايد الدعوات لفتح المعابر البرية وتخفيف القيود، لكن إسرائيل تلقي باللوم على الفوضى التي تشوب توزيع المساعدة داخل القطاع، وقبل فترة قصيرة منعت دخول وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى الشمال.
قبل الحرب، تقول الأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 500 شاحنة كانت تدخل يوميا إلى القطاع مقارنة بحوالى 150 اليوم.
استؤنف إلقاء مظلات الغذاء الأربعاء، ونفذت خمس عمليات إسقاط في شمال القطاع بمشاركة الأردن ومصر والإمارات وألمانيا وإسبانيا.
وقالت واشنطن الثلاثاء إنها مستمرة في العملية مع الضغط من أجل زيادة وصول المساعدات برا.
وقال الجيش الأميركي إن سفينة من فرجينيا في طريقها أيضا لتركيب رصيف عائم في غزة.
ومنذ إنشاء ممر بحري من قبرص، وصلت في 15 مارس سفينة قطرت 200 طن من المواد الغذائية.
وقال إلدر، المتحدث باسم اليونيسيف، إن تلك الأطنان “تعادل حمولة 12 شاحنة”، بينما “تنتظر مئات الشاحنات في الجانب المصري عند الحدود مع غزة!” بانتظار أن يسمح لها بالدخول.
بتصرف عن (أ ف ب)