توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد برد “أقوى” على أي خطوة “متهورة” قد تقدم عليها إسرائيل وحلفاؤها، بعد ساعات من شن طهران بالصواريخ والمسيرات، هجوما على الدولة العبرية ردا على قصف قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق.
وقال رئيسي في بيان “إذا قام النظام الصهيوني أو داعموه بأي تصرف متهور، سيتلقون ردا أقوى وأكثر حزما “.
ونفذت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ على إسرائيل ليل السبت الأحد، هو أول هجوم مباشر من هذا النوع تشنه الجمهورية الإسلامية ضد الدولة العبرية، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأكد الحرس الثوري الإيراني شن هجوم “بمسي رات وصواريخ” على إسرائيل ردا على القصف الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي وتسبب بمقتل 16 شخصا بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني.
في الوقت نفسه، نفذ حلفاء لإيران في المنطقة هجمات ضد إسرائيل، حزب الله اللبناني عبر صواريخ كاتيوشا أطلقت في اتجاه هضبة الجولان، والمتمردون الحوثيون في اليمن عبر مسيرات في اتجاه إسرائيل.
ونددت دول عدة بالهجوم، وتخوفت من خطورة التصعيد. ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الأحد بناء على طلب إسرائيل، للبحث في الهجوم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
واستدعت إيران الأحد سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا على خلفية موقف هذه الدول من هجومها على إسرائيل ردا على قصف قنصليتها في دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن وزارة الخارجية استدعت السفراء الثلاثة “في أعقاب المواقف غير المسؤولة لبعض المسؤولين في هذه الدول بشأن رد إيران على ما قام به النظام الصهيوني ضد مواطني ومصالح بلدنا”.
ويعقد قادة دول السبع اجتماعا عبر الفيديو الأحد للبحث في الهجوم الإيراني.
وأفاد بيان صادر مقتضب عن الحكومة في روما بأن “الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع دعت قادة دول السبع الى اجتماع عبر الفيديو في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم” الأحد.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني لقناة “راي3” العامة “نحن نعمل على منع حدوث أزمة عسكرية أكبر”، مضيفا “ستبعث مجموعة السبع رسائل إلى إسرائيل بضرورة توخي الحذر الشديد للحؤول دون تفاقم الوضع”. وحذ ر من أن “الانتقام الإيراني الليلة الماضية قد يمهد لدوامة خطيرة”.
وسيأتي اجتماع مجموعة السبع الأحد في يوم من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دان “التصعيد الخطير” جراء الهجوم.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا. ويأتي الاجتماع بعد ساعات من إطلاق إيران أكثر من 200 مسيرة وصاروخ، وفق الجيش الإسرائيلي، ليل السبت الأحد ردا على قصف قنصليتها في دمشق.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي شاركت بلاده الحليفة لإسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني، أكد أنه سيدعو المجموعة لعقد لقاء.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في رسالة عبر منصة “إكس”، “هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه”.
وقالت إن “العمل العسكري الإيراني نفذ على أساس المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالدفاع عن النفس، وكان ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقارنا الدبلوماسية في دمشق”.
وأضافت أن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد خطورة بكثير”.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن أكبر قاعدة جوية في النقب في جنوب إسرائيل تعرضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليل السبت الأحد.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنه “وفقا للمعلومات الواردة، فإن نصف الصواريخ التي أطل قت قد أصابت هدفها بنجاح”.
ونقل عن الحرس الثوري أن العملية التي سم يت “الوعد الصادق” جاءت “ردا على الجرائم العديدة التي ارتكبها النظام الصهيوني، خصوصا الهجوم على الفرع القنصلي لسفارة جمهورية إيران الإسلامية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكري ين لبلادنا في سوريا”.
في المقابل، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي فجر الأحد أن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ باتجاه إسرائيل، مضيفا أنه تم اعتراض “الغالبية العظمى” منها.
بتصرف عن (أ ف ب)