تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي صورة لرسالة مؤثرة تنسب لوالد طالب سعودي، كتبها إلى إدارة المدرسة التي درس بها ابنه قبل وفاته، وذلك جوابا على تنبيه بتغيبه عن الدراسة وضرورة إحضار عذر رسمي حتى لا يتم خصم درجات الغياب.
وكتب الأب المكلوم “المكرمون مدير ثانوية حكيم بن حزام بقنا، أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة الموقرون. تحية طيبة ملؤها المحبة والاحترام؛ أفيدكم بأن ابني وحبيبي الطالب محمد عبدالرحمن أحمد، غاب عن الدنيا بأسرها، والتحق بالرفيق الأعلى أرحم الراحمين”.
وتابع “كم كنت أتمنى لو أنه نائم على سريره كي أوقظه وأجبره على الذهاب إلى المدرسة كما كنت أفعل، وأنا مثلكم ما زلت أراه حياً، عفا الله عنه وعنا، وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب، وأنزله منازل الأبرار”.
وقال مضيفا في رسالته: “وإن خصمتم درجات الغياب، فارفعوا درجاته في عليين بدعائكم الصادق، ولا تنسوا أنه ما زال ابني وابنكم وإن كان قد رحل عنا”.
وأكد الأب تفهمه للموقف، بالقول: “أعلم أن هذه الرسالة بالخطأ، ولكنها حركت شجني وحزني عليه فجدت بشيء من الوصية لكم. سلموا لي على زملائه وأساتذته، سلموا لي على كرسيه وطاولته، سلموا لي على جدران مدرسته وعلى زوايا مكانه، واقبلوا عذره وتقصيره”.
وكتب في الختام: “ولا تنسوه من خالص دعائكم، واستسمحوا له من كل أصدقائه وأساتذته، وجمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وتقبلوا عاطر التحايا وصادق المودة. ولي أمر الفقيد محمد عبدالرحمن أحمد”.
وفي تصريحات صحفية، كشف والد الطالب الذي توفي إثر حادث سير مارس الماضي عن سن 17 عاماً، أن إدارة المدرسة تقدمت باعتذار له عن الرسالة التي وردته بالخطأ، وأنه تفهم الأمر لأنه يعتبرهم بمثابة أصدقائه وأهله.