ثقة تيفي
وجدت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس، ارتباطا وثيقا بين استخدام السجائر الإلكترونية وظهور الربو في سن مبكرة لدى البالغين في الولايات المتحدة.
وتوصلت التحليلات الرئيسية التي نشرت خلال شهر ماي الجاري بمجلة “جاما نيتورك أوبن”، إلى أن التدخين الإلكتروني يزيد من خطر الإصابة بالربو بنسبة تزيد عن 200%..
ودرس الباحثون البيانات الصحية لأكثر من 40 ألف شخص من جميع الأعمار على مدار خمس سنوات، ولم يكن أي من المشاركين مصابين بالربو عند بداية الدراسة، وبحلول نهايتها، وجدوا أن ما يقرب من عشرة من كل 1000 بالغ أصيبوا بحالة من أمراض الجهاز التنفسي الشائعة.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين استخدموا السجائر الإلكترونية في الثلاثين يومًا السابقة للنتائج النهائية للدراسة، كان لديهم خطر أعلى بنسبة 252% للإصابة بالربو في سن مبكر قبل سن 27 عامًا، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية.
وبينما أفادت الدراسات السابقة أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من خطر الإصابة بالربو، قالت الباحثة أدريانا بيريز أستاذة الإحصاء الحيوي وعلوم البيانات في جامعة تكساس: ” إن دراستنا هذه هي الدراسة الأولى التي تحدد عمر ظهور الربو. إذ إن قياس المخاطر المحتملة لظهور الربو في سن مبكرة وصلته باستخدام السجائر الإلكترونية قد يمنع البعض من بدء استخدامها أو يحفزهم على التوقف عن ذلك”.
وقام فريق الدراسة بتحليل البيانات الثانوية من دراسة التقييم السكاني للتبغ والصحة، وهي دراسة وطنية طولية عن تعاطي التبغ وكيف يؤثر على صحة البالغين والشباب في الولايات المتحدة.
ووفقا لمؤلفة الدراسة، فإن النتائج تؤكد “الحاجة إلى مزيد من البحث، خاصة فيما يتعلق بتأثير استخدام السجائر الإلكترونية على الشباب وارتباطه ببداية الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى في سن مبكرة”.
كما توجه هذه النتائج إلى أهمية “تعديل إرشادات فحص أمراض الجهاز التنفسي لتشمل الاستخدام الحديث للسجائر الإلكترونية، مما يساهم في الكشف المبكر عن الربو وعلاجه، و بالتالي تقليل معدلات الإصابة بالمرض والوفيات المرتبطة بالمرض”.
وقالت الباحثة بيريز ، إن الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى معالجة العبء الصحي للربو، الذي يؤدي إلى خسائر سنوية بقيمة 300 مليار دولار بسبب التغيب عن المدرسة أو أيام العمل، والوفيات، والتكاليف الطبية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كما أكد الباحثون، على الحاجة إلى وضع لوائح استخدام التبغ و تنفيذ برامج الوقاية من أضراره، وبرامج الإقلاع عن التدخين، للحد من ظهور الربو في سن مبكرة نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية
وتؤكد الدراسات أن خطر الإصابة بأمراض الرئة أو الجهاز التنفسي يرتبط بشكل كبير باستخدام السجائر الإلكترونية، وكان الخطر أقوى لدى الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية والسجائر العادية.
وبينما يميل الناس إلى التفكير في التدخين الإلكتروني باعتباره “أكثر أمانا” من التدخين، في الواقع، اكتشف الباحثون أن استخدامها يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالربو.
وخلصت أبحاث ، أجرتها جامعة جونز هوبكنز الطبية، خلصت إلى أن ما يقرب من 11% من مستخدمي السجائر الإلكترونية أبلغوا عن إصابتهم بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة أو مرض الانسداد الرئوي المزمن ، مقارنة بـ 8% من أولئك الذين لم يستخدموها مطلقًا.
وتشير الأرقام، أن عدد المستخدمين للسجائر الالكترونية مستمر في النمو، مع ما يقدر بـ 80 مليون مستخدم حول العالم بحلول عام 2023.
وفي المغرب، أضحت السيجارة الالكترونية الأكثر استخداما في صفوف أطفال المدارس من كلا الجنسين بين سن 15 و17 سنة، (2 % ذكور، و5 % إناث).
وأظهرت أرقام كشف عنها وفق خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية في جواب عن سؤال برلماني كتابي سابق، أن حوالي 7.7 % استخدموها قبل سن العاشرة، و9.6 % بين 10 و 12 سنة، مقابل 23.4 % بين 13 و 14 عاما، و60 % عند 15 عاما وأكثر.