عزيزة الزعلي
كشفت دراسة حديثة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 31.9% من مجموع أرباب الأسر اللاجئين بالمغرب، هم من أصل سوري، و 11.8% منهم لا يتوفرون على وثائق تثبت جنسيتهم.
وأضافت الدراسة حول الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للاجئين في المغرب في نونبر ودجنبر 2022، أن 19 % من اللاجئين يمثلون جمهورية أفريقيا الوسطى، و 16.5% من اليمن، 8.1% من جنوب السودان ، 4.5% من ساحل العاج، في حين تمثل الدول الإفريقية الأخرى 11.5% ، مقابل 8.5% من دول عربية.
وأظهرت بيانات مسح استهدف عينة مكونة من 600 أسرة، تمثل الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة للاجئين، أن 82.6% من اللاجئين في المغرب، يمثلون الفئة العمرية من 18 إلى 44 عاماً، و38.2% في فئة 30-44 عامًا، مقابل 12.5% في الفئة من 45 إلى 59 عامًا. فيما تبلغ نسبة الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا حوالي 3.7%، أما أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا فتبلغ نسبتهم 1.2%..
وأوضحت الدراسة التي نشرت أمس الاثنين (21 ماي) ، أن 10.7٪ من أرباب الأسر اللاجئين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا ليس لديهم أي وثيقة تشير إلى جنسيتهم، وتصل هذه النسبة إلى الحد الأدنى بين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة (4.1%)، وتسجل الفئات العمرية الأخرى نسبة مماثلة تقريباً تبلغ حوالي 11%..
من جهة أخرى، كشف المسح، أن أكثر من نصف أرباب أسر اللاجئين (55.8%) عازبون وغالبيتهم من البلدان الإفريقية، و 40.1% متزوجون وغالبيتهم من أصل عربي، و2.7% مطلقون (9.7% نساء، و1.1% رجال).
ويعد الزواج من المغربيات، الأكثر شيوعاً بين اللاجئين من اليمن (19.8%)، ساحل العاج (19.4%)، سوريا (16.8%)، وعلى الخصوص الحاصلين على تصريح لاجئ، أو إقامة صالحة أو منتهية الصلاحية بنسبة 20.5% و28.7% على التوالي.
وأبدى ما يزيد قليلاً عن 92.1% من اللاجئين المتزوجين من مغربيات، اهتماماً بأي شكل من الأشكال للحصول على جنسية المغرب، وهذه الحاجة تهم جميع اللاجئين الإيفواريين تقريبًا، و 95.8% سوريين، و87.4% يمنيون.
من جانب آخر، اعتبر التقرير أن وجود اللاجئين في المغرب حديث نسبياً، حيث دخل أكثر من نصف أرباب الأسر اللاجئين (53.5%) إلى المملكة بين عامي 2017 و2022. وبلغ الأمر ذروته خلال الفترة 2017-2019 التي سبقت جائحة كوفيد-19.
و سجل التقرير، أن 27.5% من الإيفواريين و25.5% من السوريين وصلوا إلى المغرب قبل عام 2011. و62.2% من جنوب السودان بين سنتي 2017 و 2019، و 33.8% بين عامي 2020 و2022، وينطبق الشيء نفسه على اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى بنسب 44.0% و 30.3% على التوالي.
وقال أكثر من نصف (58.9%) أرباب أسر اللاجئين إلى المغرب، أنهم اضطروا إلى مغادرة بلدانهم الأصلية لأسباب تتعلق بانعدام الأمن المرتبط بالحروب والصراعات، و 24.0% لمتابعة الدراسة، و 11.4% لأجل العمل.
ووفقا للدراسة المشتركة، فإن المطار والحدود مع الجزائر، كانت هي نقاط الدخول الرئيسية إلى المغرب، حيث ذكر أكثر من نصف أرباب الأسر اللاجئة أنهم دخلوا المغرب عبر المطار (55.3%) وخصوصا السودانيين الجنوبيين واليمنيين، و 41.8% عبر الحدود مع الجزائر (تستخدم على نطاق واسع من قبل السوريين)، وأقلية صغيرة (1.7%. ) عبر الحدود مع موريتانيا، وبطريقة غير نظامية، كان عبر مدينة وجدة (94.2%).
وبحسب المصدر ذاته، أفاد 59.9% من اللاجئين أنهم أقاموا في المدينة نفسها منذ وصولهم إلى المغرب، بينما قال 39.7% إنهم غيروا المدن لأسباب تتعلق بالعمل، و23.3% لأجل الدراسة أو التدريب، و 11.6% بسبب تكلفة المعيشة.
هذا، وتحتضن مدن الرباط وسلا والقنيطرة والدار البيضاء ما يقرب من نصف أرباب أسر اللاجئين، 83.6% من الإيفواريين، و 77.0% من دول أفريقية أخرى، و72.0% من دول عربية أخرى، وأكثر من نصف اللاجئين من اليمن وجمهورية أفريقيا الوسطى (52.5%.). أما مدن الإقامة الرئيسية الأخرى، فهي: مراكش ( 6.7%)، طنجة (5.8%)، وجدة (5.1%)، فاس (5.1%)، مكناس (4.9%).
ويكشف توزيع اللاجئين حسب المستوى التعليمي، على أن 15.9% و14.9% على التوالي، لديهم تعليم ثانوي أو جامعي وخاصة مواطني إفريقيا الوسطى، وهم أكثر تخصصًا في مجالات التجارة والإدارة والقانون والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فيما تشكل نسبة 8.1% ممن ليس لديهم مستوى تعليمي، وهي أعلى بين الإيفواريين (19.7%) و السوريين (15.8%).
وأشار ما يقرب من ثلثي اللاجئين (63.8%)، أنهم يستخدمون في المقام الأول اللهجة المغربية كوسيلة للتواصل في حياتهم اليومية، وتأتي اللغة الفرنسية في المرتبة الثانية بنسبة 33.2%، بينما 3% فقط من اللاجئين يتواصلون باللغة الإنجليزية.
وحسب بيانات المسح، الذي تم إجراؤه على الأجهزة اللوحية بدلاً من الاستبيانات الورقية، من خلال الجمع بين وضعي المقابلة الهاتفية وجهاً لوجه، يتحدث اللهجة المغربية جميع اللاجئين السوريين واليمنيين تقريباً (98.0%)، واللاجئون من الدول العربية الأخرى (89.5%)، وبدرجة أقل اللاجئين من جنوب السودان (48.2%).
فيما تبقى اللغة الفرنسية، وسيلة الاتصال الرئيسية للاجئي كوت ديفوار (94.1%))، جمهورية أفريقيا الوسطى (86.8%) والدول الأفريقية الأخرى (83.8%). علاوة على ذلك، يستخدم اللغة الإنجليزية، مواطنو جنوب السودان بنسبة (15.7٪).
و بينما قال اللاجئون من الدول العربية، إنهم لا يجدون صعوبات في التواصل حيث يقيمون في المغرب. يعاني صعوبات كبيرة 29.4% من اللاجئين الإيفواريين، و25.6% من جنوب السودان، و15.9% من وسط أفريقيا، و47.4% من جمهورية أفريقيا الوسطى، و46.5% من ساحل العاج، و42.3% من دول أفريقية أخرى.
للإشارة، فالدراسة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تتمثل أهدافها الرئيسية في جمع البيانات حول الخصائص الاجتماعية والديموغرافية للاجئين وأسرهم، وفهم الوضع القانوني للاجئين في المغرب، وقياس مستوى اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي.
و يهدف الاستطلاع أيضًا إلى فهم الظروف المعيشية للاجئين وإمكانية حصولهم على الخدمات الاجتماعية (الصحة والتعليم/التدريب والحماية الاجتماعية وما إلى ذلك) بالإضافة إلى العنف الجنسي على أساس الجنس وظروفهم المعيشية.