عزيزة الزعلي.
نظم الدكتور محمد خليل حفل توقيع كتاب «هكذا عرفت الصين، مشاهدات أول طالب مغربي» في رواق المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وذلك على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب المنتهية فعالياته الأحد الماضي بالرباط.
وقال طبيب الملك الحسن الثاني في تصريح لـ “ثقة تيفي”، إن الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة صنف الرحلة الحديثة، يحكي عن الفترة التي قضاها في الصين كأول طالب مغربي في أواخر السبعينيات.
و أضاف الطبيب الكاتب، أن هذا العمل باكورة إصداراته، ويحكي فيه الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للصين في الفترة من 1978 إلى 1986، حيث يرى هذه المرحلة مؤسسة لتحول الصين من بلد منغلق على نفسه ومتخلف جدا إلى بلد منفتح ومتقدم.
وتابع ابن مدينة الدار البيضاء، أنه اختار إضافة إلى ذلك، استعادة الماضي بعد سنوات وتدوين رحلته، التي تتضمن رحلات أخرى قادته إلى بلدان في آسيا وأوروبا، خلال العطل، ويحكي عن أحوالها.
وحكي ثالث عن العودة الى المغرب، ومسيرة مهنية ناهزت 12 سنة، بالمستشفى العسكري في الرباطـ، وطبيبا بالمصحة الملكية كطبيب للملك الحسن الثاني، وإسهاماته في تعميم الطب التقليدي الصيني بعد أن فتح عيادته في المغرب التي جمع فيها بين الطب الغربي والعلاج بالوخز بالإبر، في أفق إصدار كتاب آخر يقارن بين الطب العربي والطب الصيني التقليدي، قال “إنه قيد الانجاز”.
حين عاد الدكتور خليل إلى الصين عام 1998، في زيارة رفقة الوزير الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي، قال إنه وجد بلدا آخر غير الذي عرفه قبل ذلك طالبا، حيث أورد في الكتاب أبرز المحطات التي جعلت الصين بالصورة التي هي عليها اليوم.
وفي الكتاب كما يضيف خليل، مرويات أخرى عن تجربة رئاسة جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، حيث توجت مساهماته في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، بأن حصل على أرفع وسام من الرئيس الصيني «شي جين بينغ».
وسط أحداث ومحكيات وذكريات تغطي أربعة عقود من الزمن، يكشف الكتاب بعدا آخر مميزا لشخصية الرحالة الطالب الذي سافر إلى بلد لا يتقن لغته، للدراسة في إطار منحة جامعية، حيث كان مأخوذا بتجربة فرقة صينية حلت بمدينة سطات، في العلاج بالوخز بالإبر.
لكنه في بداية مساره العلمي، كافح لإتقان اللغة الصينية وكتابتها، وتحمل صعوبات وإكراهات الثقافة والدين والعادات، وتعايش مع الآخر، وحافظ في إطار ذلك على هويته الدينية، وتبقى ذكرى دخول أستاذة للغة الإنكليزية إلى الإسلام بسببه، أبرز ما تحملها ذاكرته إلى الآن.
وصرح الدكتور خليل في أكثر من موقع داخل كتابه، أن الصور حفزت ذاكرته على استرجاع الماضي في الحكي عن سفره الأول إلى الصين أواخر السبعينيات، وفي مرويات عودته إليها بعد أكثر من عقد من الزمن، ولاحقا في أسفاره المرتبطة برئاسته لجمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية.
ويمنح كتاب «هكذا عرفت الصين، مشاهدات أول طالب مغربي»، قراءة تاريخ الصين بتحولاته الكبرى التي أسهمت في بناء البلد كما هو عليه اليوم. وفي خضم ذلك، يسلط الضوء أيضا على طبيعة تفاعله وهو في المهجر مع أحداث عرفها المغرب آنذاك، ومع قضايا الشعوب العربية العادلة، وعلى الخصوص القضية الفلسطينية.