عـزيـزة الـزعـلـي.
أظهر تقرير لمؤسسة بحثية فلسطينية، أن العائلات داخل مخيم جنين هي الأكثر هشاشة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالاقتحامات والهدم والاعتقال والقتل.
التقرير البحثي التحليلي الصادر عن «مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية» وجمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة – توصلت “ثقة تيفي” بنسخة منه-، كشف عن نتائج تشير إلى تدنى نسبة الأسر التي يزيد دخلها عن معدل الفقر، حيث بلغت نسبتها نحو 12% .
وتشير هذه الأرقام وفق الباحثين فراس جابر وأشرف سمارة المشرفين على الدراسة، إلى أن النسبة الأكبر من سكان المخيم ما دون خط الفقر وبعضها من معدومي الدخل.
من جهة أخرى، أظهرت النتائج تدني نسبة الأسر التي تتلقى المساعدات، حيث قال 67 % من الأسر التي تعيش في مخيم جنين لا يحصلون على أي نوع من المساعدات، 51 % منهم يحصلون على مساعدات عينية، و39 % يحصلون على مساعدات مادية، و10 % يحصلون على مساعدات عينية ومادية.
وقالت الدراسة التي تحمل عنوان «مسح رصد الانتهاك ومستوى هشاشة الأسر في المناطق التي تعرضت لانتهاكات قوات الاحتلال خلال عام 2023 بالتركيز على مخيم جنين»، إن 22 % من الأسر موضوع البحث تعرضت فيها واحدة من الإناث على الأقل للعنف من قِبل الاحتلال.
ووفقا لنتائج الدراسة، فنسبة الأسر التي تعرض أي من أفرادها لعنف الاحتلال أو عنف ناتج عنه، بلغ 55 % من الأسر المبحوثة في مخيم جنين.
فيما سجل المسح البحثي، تراجعا كبيرا في تواصل الجهات الحكومية والرسمية مع سكان المخيم، وبشكل عام فـ 94% من المستجوبين، يتأثر وصولهم إلى الاحتياجات الأساسية بسبب تضييقات الاحتلال في المناطق التي تتعرض للانتهاكات من قبل الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها، وتعتبر وكالة الغوث جهة الاتصال الأكثر شيوعا بين المواطنين، وذلك بنسبة 95 %.
وجاء في مقدمة البحث، أن محافظة جنين ولا سيّما مخيمها نالا حصة الأسد من العمليات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وأدت هذه العمليات – بحسب الدراسة- إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والإصابات، إلى جانب إلحاق أضرارٍ جسيمة في البنية التحتية، بإجمالي خسائر وصلت إلى نحو 6 مليون دولار حتى الربع الأخير من 2023، وتدمير 21 من الطرق الرئيسية والفرعية.
وترى الدراسة، أن التدمير الممنهج انعكس على الحياة الاقتصادية لجنين ومخيمها، ودخل المواطنين وتدني مستوى معيشتهم وتحديداً الأسر الفقيرة، والتي لديها أفراد من الفئات المهمشة بمن فيهم الأشخاص والنساء ذوات الإعاقة، التي لم تتلق أي مساعدات جديدة استجابة للظروف الصعبة من الجهات المختصة، بما فيها وزارة التنمية الاجتماعية.
شمل المسح البحثي 130 عائلة في مخيم جنين،، جرى الوصول إليها عن طريق قوائم لمساعدات اجتماعية ونقدية مقدمة لأسر فقيرة من قبل جمعيات تعمل داخل المخيم، إضافة إلى زيارات ميدانية للأسر الاكثر تعرضا للاقتحامات بين شهري نونبر ودجنبر 2023.
وكشفت نتائجه أيضا، أن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والصحية تشكل الاحتياج الأكبر للأشخاص ذوي الإعاقة وذلك بنسبة 63%، و 10 من المستجوبين بحاجة إلى توفير الاحتياجات الغذائية نتيجة لتدني أو انعدام الدخل لبعض الأسر، و 9 % بحاجة إلى توفير المأوى الآمن.
وعن نوع الخدمات التي يحتاجها الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات الاحتلال، أفادت %89 من الأسر أن الأطفال يحتاجون للدعم النفسي، و%5 أفادوا أن الأطفال بحاجة إلى إرشاد فردي، و%4 يحتاجون للتفريغ.
يقع المخيم الأقصى شمالا في الضفة الغربية، ضمن حدود بلدية جنين، حيث تأسس عام 1953 بعد تدمير المخيم الأصلي في المنطقة عقب عاصفة ثلجية، كما تأثر بالانتفاضة الثانية. و في عام 2002، احتل الجيش الإسرائيلي المخيم، ودمر أكثر من 400 منزل، وشرد أكثر من ربع سكان المخيم.
بحسب إحصائيات «الأونروا» لعام 2022، وصل عدد سكان المخيم 23,628 لاجئا مسجل، وهي آخر إحصائيات متوفرة حتى الوقت الراهن. وحسب مصادر محلية، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يقرب من 62 اقتحاما لمخيم جنين منذ 7 أكتوبر الماضي.