ثقة تيفي
تتواصل منافسات الدورة الـ23 لجائزة الملك الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” منذ الاثنين الماضي، برسم بطولة المغرب التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية في دار السلام بالرباط، حيث تختم الفعاليات يوم غد الأحد.
وحسب المنظمين، فقد تجاوز الحضور لأول مرة الرقم القياسي المسجل السنة الماضية والذي حدد بحوالي 7400 شخص، حيث بلغ العدد، إلى حدود يوم الخميس، أكثر من 8000 شخص من جميع الفئات العمرية.
وشهدت المنافسات، مشاركة 24 سربة (فرق مكونة من 11 إلى 15 فارسا)، منها 18 في فئة الكبار (17 سنة فما فوق)، وست “سربات” في فئة الشبان (من 12 إلى 16 سنة)، كانت قد تأهلت عقب خوضها مسابقات جهوية وبين جهوية خلال شهري مارس وماي بمختلف مدن المغرب.
وجمعت فعاليات التظاهرة التي تهدف إلى الحفاظ على تراث “التبوريدة “وتطوره، كل محب للفروسية التقليدية، ومحترفي رياضة ركوب الخيل، حول فن التبوريدة، المكون الرئيسي للعادات المرتبطة بالفرس، واستمرار الطقوس والمهارات المرتبطة به.
وتعرف المباريات تحكيما يحترم عدة معايير مثل الطلقة (طلقة البندقية) والهدة (حركات الفارس والخيل)، حيث تكون الطلقة عبر احترام الانطلاقة واللعب بالبنادق، ويجب أن تكون الطلقة موحدة في الأخير (تطلق من البندقيات في توقيت واحد)، وهي اللحظة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر.
يتوفّر المغرب حاليا على أكثر من 300 فرقة للفروسية التقليدية (التبوريدة)، منضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية للفروسية مند نشأتها سنة 1958، وعلى 5900 فرس مخصصة لفنون الفروسية التقليدية.
وساهم إدراج “التبوريدة” من طرف اليونسكو ضمن قائمة التراث اللا مادي، في تعزيز البعد الرمزي لهذه الممارسة العريقة المرتبطة بالفرس.
وأقّرت اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي التابعة لمنظمة اليونسكو تسجيل فنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” في قائمة التراث العالمي خلال دورتها الـ 16 التي عقدت في 15 ديسمبر 2021 في باريس.
وتعتبر “التبوريدة” تقليدا قديما تتوارثه الأجيال، ويشكل عنصرا من الهوية الثقافية للمملكة، توحد الفرسان على ميثاق شرف واحد يشكلون جسدا واحدا بتناغم جميل مع الخيول بروح احتفالية مسلطة الضوء على تنوعها في المناطق المختلفة للمملكة.
وحسب موقع اليونسكو يعود فن “التبوريدة” إلى القرن الـ15 الميلادي، حيث كان يستخدم بداية من قبل المجاهدين ضد الغزاة، فيما كانت المراسم تقام عند ركوب المجاهدين على الخيول وإمساكهم البنادق أثناء تشكيل صفوف الأعداء والغزاة الأجانب المتوافدين على أرضهم.