عزيزة الزعلي
كشف الإصدار الـ 18 من مؤشر السلام العالمي، أن الاقتصاد العالمي تكبد خسارة 19.1 تريليون دولار نتيجة الصراعات في العام الماضي، أو 2380 دولارًا للشخص الواحد، وهو ما يمثل 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهذه زيادة قدرها 158 مليار دولار ، مدفوعة إلى حد كبير بزيادة قدرها 20٪ في خسائر الناتج المحلي الإجمالي بسبب 56 صراع يوجد حاليا في العالم تنخرط فيه 92 دولة ، وفقا لمؤشر السلام العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام.
وبحسب التقرير، فقد بلغ إجمالي الإنفاق على بناء وحفظ السلام 49.6 مليار دولار ، وهو ما يمثل أقل من 0.6% من إجمالي الإنفاق العسكري، والذي من غير المرجح أن يتحسن في السنوات المقبلة.
وقال التقرير، إنه “مع تزايد انتشار الصراعات وإضفاء الطابع الدولي عليها، فإن التعقيد المتزايد يقلل من احتمال التوصل إلى حلول دائمة. معتبرا أوكرانيا وغزة مثال على المظالم التاريخية المستمرة أو “الحروب الأبدية” دون حلول واضحة.
إذ انخفض عدد الصراعات التي أدت إلى انتصار حاسم لأي من الجانبين من 49% في السبعينيات إلى أقل من 9% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وخلال الفترة نفسها، انخفض عدد الصراعات التي انتهت باتفاقيات السلام من 23% إلى ما يزيد قليلاً عن 4%.
وأشار التقرير، إلى عامل رئيسي آخر يعيد تشكيل الصراع وهو تأثير تكنولوجيا الحرب غير المتكافئة، ما يجعل المجموعات غير التابعة للدول، والدول الأصغر أو الأقل قوة، التنافس في صراعات مع دول أو حكومات أكبر.
ويتابع تقرير مؤشر السلام العالمي، أن صراع منطقة الشرق الأوسط في غزة، ألقى بظلاله على أزمات سوريا وإيران ولبنان واليمن، مع تصاعد العواقب الاقتصادية وارتفاع خطر نشوب حرب مفتوحة، ومن شأن توسيع نطاق الصراع أن يؤثر بشدة على الاقتصاد العالمي، حيث يؤدي إلى ركود عالمي.
وما يسلط الضوء على هذه النقطة، أن الاقتصاد السوري انكمش بنسبة تزيد على 85% بعد بداية الحرب الأهلية في 2011، والاقتصاد الأوكراني إلى 29% في العام الذي أعقب اندلاع الصراع في 2022.
وقال التقرير، إن التغيرات في ديناميكيات الحرب أدت إلى انخفاض أعداد القوات، بينما زاد التطور التكنولوجي، وعلى مدى العقد الماضي، خفضت 100 دولة عدد أفراد قواتها المسلحة، في حين زادت القدرة العسكرية العالمية بنسبة تزيد على 10%.
بحسب البحث الأول من نوعه الذي أجراه معهد الاقتصاد والسلام، يشير نظام التقييم العسكري الأول من نوعه إلى أن القدرات العسكرية الأمريكية أعلى بما يصل إلى ثلاثة أضعاف القدرات العسكرية الصينية.