ثقة تيفي
ألقت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، باللوم على الكحول والتبغ والأغذية فائقة المعالجة والوقود الأحفوري، بالتسبب في 19 مليون حالة وفاة سنويا على مستوى العالم، أي 34% من إجمالي الوفيات.
ويقدر التقرير الجديد الصادر عن المنظمة الأممية، أن هذه الصناعات التجارية الأربع “مسؤولة كليًا أو جزئيًا” بشكل عام، عن 2.7 مليون حالة وفاة سنويًا في أوروبا، أي حوالي ربع (24.5٪) إجمالي الوفيات.
وأضاف التقرير، أن هذه الأرقام لا تشمل حتى الوفيات الناجمة عن السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ارتفاع مستوى الكوليسترول، وكلها مرتبطة بالأنظمة الغذائية غير الصحية.
وبحسب أرقام التقرير، يتسبب التبغ في 1.1 مليون حالة وفاة سنوياً في أوروبا، أي 10% من إجمالي الوفيات، في حين يتسبب الكحول في وفاة أكثر من 420 ألف شخص.
كما وجد التقرير، أن الوقود الأحفوري يتسبب في أكثر من نصف مليون وفاة سنويا(5% من إجمالي الوفيات)، بينما تتسبب الوجبات الغذائية الغنية باللحوم المصنعة والصوديوم والمشروبات السكرية والدهون في وفاة نحو 390 ألف شخص سنويا.
ويُظهر تحليل منظمة الصحة العالمية، أن جميع دول أوروبا بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في وقف ارتفاع معدلات السمنة أو خفض التدخين بين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا وأكثر بنسبة 30٪، مؤكدة أن هذه الدول تستهلك فيما بينها الكحول أكثر من أي منطقة أخرى على مستوى العالم.
وفي تقرير بعنوان “المحددات التجارية للأمراض غير المعدية في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية”، دعت هيئة الصحة العالمية إلى فرض لوائح أكثر صرامة على المنتجات الضارة بالصحة، وتعزيز الصحة العامة.
و قالت المنظمة، إن “أكثر من 7 آلاف و400 شخص يموتون يوميا” في منطقتها الأوروبية، بسبب المنتجات والممارسات الضارة “التي تقودها الصناعة التجارية”، بما في ذلك نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية (51.4%) و السرطان (46.4%)”.
وقالت الوكالة الأممية، إن التكتيكات التي تستخدمها “الصناعات التجارية الكبرى” تعمل على تقويض التدابير الرامية إلى الحد من التدخين وشرب الخمر والسمنة، وهي الأسباب الأكبر لاعتلال الصحة الذي يمكن تجنبه.
و “تشمل تكتيكات الصناعة استغلال الأشخاص الضعفاء من خلال استراتيجيات التسويق المستهدفة، وتضليل المستهلكين، وتقديم ادعاءات كاذبة حول فوائد منتجاتهم أو مؤهلاتهم البيئية، وتخريب العلوم، مثل تمويل البحوث التي تعزز أهدافها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما يقرب من 60% من البالغين وثلث الأطفال في أوروبا من زيادة الوزن أو السمنة. مشيرة إلى أن واحدة من كل خمسة وفيات، تعزى إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان في أوروبا،كانت نتيجة لعادات الأكل غير الصحية.
وحثت منظمة الصحة العالمية البلدان على الرد من خلال فرض لوائح أقوى بشأن تسويق المنتجات غير الصحية والممارسات الاحتكارية وممارسة الضغط.
ويمثل التقرير دعوة إلى العمل للدول الأعضاء البالغ عددها 53 دولة في المنطقة الأوروبية للتصدي للتهديد الرئيسي للأمراض غير السارية من خلال معالجة النفوذ التجاري على جميع المستويات – الأنظمة الفردية والبيئية والسياسات العامة والسياسات الاقتصادية – وإنفاذ لوائح أقوى في مجموعة من المستويات. المجالات،
و يوصي بضرورة أن تعطي الاتفاقيات التجارية الأولوية للصحة العامة، ولتفسيرات أقوى للقوانين الاقتصادية، موجهة نحو الصحة لضمان عدم استمرار خسارة الصحة العامة لصالح التدابير الاقتصادية الضيقة التي عفا عليها الزمن.