تجمع أزيد من مليون حاج في مكة المكرمة اليوم الجمعة، إيذانا ببدء مناسك الحج للموسم الحالي الذي يأتي في خضم توتر إقليمي بفعل الحرب على غزة، ووسط درجات حرارة مرهقة.
“ويوم التروية” هو أول محطات مناسك الحج، حيث يصل حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحُده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
وتبدأ جموع المؤمنين بالطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين في صلاتهم، بأثواب الإحرام البيضاء، مع شعور كثيرين منهم بالحزن بعد مرور ثمانية أشهر على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين فيها.
وقالت زهرة بني زهرة (75 عاما ) من المغرب لوكالة فرانس برس وهي تبكي “إخواننا يموتون، ويمكننا أن نرى ذلك بأعيننا”.
من جهتها، قالت بليندا إلهام من إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، إنها “ستصلي كل يوم حتى ينتهي ما يحدث في فلسطين”.
وخلف العدوان الإسرائيلي ما لا يقل عن 37232 قتيل معظمهم من النساء والأطفال وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وأصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، الاثنين، أمرا باستضافة ألف حاج “من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة”، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ورغم ذلك، حذر الوزير السعودي المسؤول عن الحج توفيق الربيعة، الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع “أي شعارات سياسية”، ولم يكن من الواضح كيف يمكن للحجاج التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
واجتذب الحج العام الماضي أكثر من 1,8 مليون حاج، وفقا للأرقام الرسمية، بعدما رفعت السلطات القيود المفروضة في أعقاب جائحة كورونا.
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نحو 1,5 مليون شخص وصلوا حتى وقت متأخر من يوم الاثنين.
وكما كان الحال منذ سنوات عدة، يقام التجمع هذا العام خلال فصل الصيف السعودي الحار، ويتوقع المسؤولون أن يصل متوسط الحرارة إلى 44 درجة مئوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إنه تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة من الأمراض المرتبطة بالحر العام الماضي أثناء الحج، بما في ذلك 10 في المئة من ضربات الشمس، وهي أخطر أشكالها.
وتشمل تدابير تخفيف الحرارة هذا العام، تغطية الطرقات التي يستخدمها المصلون بمادة بيضاء، ما يخفض درجة حرارة الأسفلت بنسبة 20 في المئة، بحسب السلطات.
يضاف إلى ذلك، المرشات المثبتة في الساحة المركزية، وتوزيع المياه والمظلات، والنصائح التي يقدمها المتطوعون الشباب، ومراكز التسوق التي لا تعد ولا تحصى والتي تسمح للحجاج بالاسترخاء بين صلاتين.
ووصلت إلى الحجاج رسالة نصية الخميس تطلب منهم “شرب الماء بانتظام لأكثر من 2 لتر يوميا ” و”حمل المظلة الشمسية معك دائما “، محذرة من أن درجات الحرارة قد ترتفع إلى 48 درجة مئوية.
المصدر: (أ ف ب + وكالة الأنباء السعوجية) بتصرف