ثقة تيفي
ساعدت آلاف من حبات اللوز، وجدت في جرار بين بضائع حطام “سفينة كيرينيا” الشهيرة، في تحديد الجدول الزمني الأكثر ترجيحًا لغرق السفينة التي تم اكتشافها وانتشالها قبالة الساحل الشمالي لقبرص في ستينيات القرن العشرين.
و قادت حبات اللوز، إلى جانب عينات خشب منظفة حديثًا وخبرة فريق في النمذجة وتأريخ الكربون المشع، إلى أن غرق كيرينيا، كان بين عامي 296 و271 قبل الميلاد، والأرجح بين عامي 286 و272 قبل الميلاد.
وأفاد فريق بحثي أمريكي وهولندي، أن جهودهم البحثية استندت إلى قطع أثرية وجدت بحطام “كيرينا”، مثل الفخار وعملات معدنية، مع مواد عضوية، ومنها عظمة كاحل الأغنام أو الماعز ، وآلاف حبات اللوز الأخضر الطازج الموجود في بعض الجرار الخزفية الكبيرة.
وأفاد ستورت مانينغ، قائد فريق البحث من مختبر أكسفورد لعلم الأشجار في جامعة كورنيل ، وجامعة جرونينجن، وجامعة كاليفورنيا في إيرفين، بأن الأدلة الغنية من العالم الكلاسيكي التي عثر عليها في “كيرينيا” التي يبلغ طولها أقل من 15 مترًا،، كانت سليمة إلى حد كبير، بعد أكثر من 2000 عام في قاع البحر.
واعتبر فريق الدراسة البحثية، التي نشرت في 26 يونيو الماضي في مجلة “ساينس دايلي”، أن فكرة الغوص والحفر وإحضار سفينة من العصر الكلاسيكي واكتشاف هذا العالم القديم بشكل مباشر “كانت لحظة تاريخية “.
و تتمتع “سفينة كيرينيا” بإرث تاريخي، باعتبارها أول سفينة يونانية كبيرة من العصر الهلنستي يتم العثور عليها، في عام 1965، بهيكل سليم إلى حد كبير.
و في الفترة من عام 1967 إلى عام 1969، تم التنقيب عنها مع حمولتها، والتي تضمنت مئات من الأواني الخزفية، ثم إعادة تجميعها خارج الموقع ودراستها علميًا.
و قدمت “كيرينيا” لعلماء الآثار والمؤرخين، رؤى أساسية حول تطور تكنولوجيا السفن القديمة ،وممارسات البناء والتجارة البحرية، و حتى الآن، تم إنتاج وإطلاق ما لا يقل عن ثلاث نسخ طبق الأصل من هذه السفينة.
وأسفرت مكتشفات “كيرينا” التي يرجح أن يكون طاقمها مكونًا من أربعة أفراد، عن الجوانب العملية لألف عام من النشاط البحري المكثف في البحر الأبيض المتوسط، من العصر اليوناني إلى أواخر العصور القديمة.