ثقة تيفي
حذرت دراسة أمريكية صادمة، من وجود معادن سامة مثل الزرنيخ والرصاص في وسائل الحماية الصحية مثل السدادات القطنية، بما في ذلك بعض المنتجات العضوية.
ويقدر الباحثون في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن أكثر من 100 مليون امرأة في أكثر من 120 دولة يستخدمن أدوات الحماية الصحية (السدادات القطنية، المناشف، إلخ) أثناء الدورة الشهرية.
و تثير هذه المنتجات التي تستخدمها شهريا 50% إلى 80% من النساء خلال الدورة الشهرية لعدة ساعات في المرة الواحدة، قلقاً بالغا، لأن جلد المهبل لديه قدرة أكبر على امتصاص هذه المواد مقارنة بجلد أي مكان آخر من الجسم.
وقاد فريق من العلماء فحص 30 سدادة قطنية من 14 علامة تجارية و18 خط إنتاج، لم يذكروها في الدراسة، وهي مدرجة ضمن قائمة “أكثر المنتجات مبيعًا” بين شتنبر 2022 ومارس 2023.
و اكتشف الباحثون “تركيزات قابلة للقياس” لجميع المعادن التي كانوا يبحثون عنها في السدادات القطنية، بالإضافة إلى “تركيزات متوسطة مرتفعة” من المعادن السامة بما في ذلك الرصاص والزرنيخ والكادميوم.
و توصلت الدراسة، إلى وجود 16 نوعًا مختلفًا من المعادن الثقيلة في عينة واحدة على الأقل من السدادات القطنية، بما في ذلك بعض المعادن السامة مثل الرصاص.
وتقول الدراسة إن عدة طرق يمكن أن تتسرب بها المعادن إلى السدادات القطنية، فقد تتلوث المواد الخام مثل القطن و الرايون بالمياه أو الهواء أو التربة أثناء الإنتاج، في حين قد تضاف المعادن في بعض الحالات عمدًا في عملية التصنيع إما للتحكم في الرائحة أو الصبغة أو كعامل مضاد للبكتيريا.
و وجدت الدراسات تباين كمية المعادن في السدادات القطنية، بناءً على المنطقة شرائها، وما إذا كانت مصنوعة من مواد عضوية أو غير عضوية، وعلى العلامات التجارية المعروفة مقابل تلك الموجودة في المتاجر.
وأضافت أن “تركيزات الرصاص كانت أعلى في السدادات القطنية غير العضوية، في حين كانت تركيزات الزرنيخ أعلى في السدادات القطنية العضوية. ولم تسجل أي فئة تركيزات أقل بشكل ثابت من جميع المعادن أو معظمها”.
و يقول الباحثون إن الدراسة تمثل خطوة أولى مهمة في تأكيد وجود معادن سامة في السدادات القطنية، والتي يستخدمها ما يقدر بنحو 52% إلى 86% من النساء اللاتي يعانين من الدورة الشهرية. لكنها لا تزودهم بمعلومات كافية لربط المعادن بشكل قاطع بالتأثيرات الصحية السلبية.
ويقولون، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى تسرب مثل هذه المعادن من السدادات القطنية إلى أجسام الناس، بل و يطالبون أيضاً بفرض لوائح تنظيمية أكثر صرامة.
و قد تترافق هذه المعادن -وفق الدراسة- مع مضاعفات طبية بما في ذلك الخرف، والعقم، والسكري، والسرطان، والضرر الذي يلحق بكل جهاز عضوي في الجسم تقريبًا. وقد تزيد خطر الإصابة إذا استخدمت بشكل غير صحيح أو تركت لفترة أطول من الموصى به.
و اعتبرت جيني شيرستون، الباحثة في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، في بيان : “على الرغم من هذا الاحتمال الكبير للقلق على الصحة العامة، إلا أنه لم يتم إجراء سوى القليل من الأبحاث لقياس المواد الكيميائية الموجودة في السدادات القطنية”.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة التي يُعتقد أنها الأولى التي تقيس المعادن على وجه التحديد: “لا أريد أن يشعر الناس بالذعر، ولكن أن يعرفوا أنه تم العثور على معادن ثقيلة في منتجات الدورة الشهرية هذه أيضا.
وقام الباحثون، بحساب أن النساء اللواتي يعانين من الدورة الشهرية قد يستخدمن أكثر من 7400 سدادة قطنية على مدار سنوات الإنجاب، مع بقاء كل سدادة قطنية في المهبل لعدة ساعات في كل مرة.
في الوقت الحالي، لا تنوي السلطات الصحية اتخاذ احتياطات إضافية، ولكنها تشير ببساطة إلى أنه لا ينصح بارتداء السدادة القطنية لأكثر من ثماني ساعات (في الليل)، بسبب خطر عدوى بكتيرية سامة قد تكون قاتلة.
وتشمل التوصيات الأخرى غسل اليدين قبل وبعد وضع أو إزالة السدادة لتقليل انتشار البكتيريا واستخدام أقل مستوى امتصاص ممكن. كما تتضمن النصائح اختيار المنتجات التي لا تحتوي على البلاستيك (بما في ذلك البوليستر والبولي بروبيلين) وتجنب تلك التي تحتوي على العطور والألوان.