ثقة تيفي
توفر مراجعة شاملة أجراها باحثون من جامعة ماكماستر، أول خريطة لمجال البحث في صحة الأم والطفل في المغرب على مدى فترة 22 عامًا، من عام 2000 إلى عام 2022، وتقترح طريقة مختلفة لدراسة الصحة العالمية.
ترأست إلين أمستر، رئيسة كرسي تاريخ الطب في الجامعة وأستاذة مشاركة في قسم طب الأسرة، المراجعة الشاملة التي نُشرت يوم الخميس في ” PLOS Global Health ” ، وتُعد المراجعة أول نتاج بحثي لشبكة المغرب وكندا في مجال صحة الأم والطفل.
تم إنشاء الشبكة المغربية الكندية لصحة الأم والطفل من قبل باحثين كنديين ومغاربة من المعهد المغربي للصحة، وكان ذلك بهدف مراجعة ورسم خريطة المعرفة القائمة، وتحديد الفجوات، واستكشاف “الجوانب غير المرئية” في الأبحاث.
و قامت هذه المراجعة الشاملة، برسم خريطة للأدبيات البحثية المنشورة في مجال الصحة في الفترة 2000-2022، ووجدت مناطق جغرافية وموضوعات وسكانًا لم يتم رصدهم من قبل الأبحاث في مجال الصحة.
ووجدت المراجعة، أن الأبحاث المنشورة من قبل معهد الصحة العالمية حول المغرب نمت بشكل كبير على مدى 22 عامًا، مع زيادة قدرها ثلاثة أضعاف من أول أحد الـ 11 عامًا إلى الـ 12 عاما.
و لفهم كيف عكس البحث الطبي الواقع الاجتماعي على مدى السنوات الـ 22 الماضية، خضعت 402 مقالة نصية كاملة و128 مقالة فرعية، للمراجعة النهائية، وتم تحديد 34 موضوعًا بحثيًا رئيسيًا.
وركز الباحثون في عملية جمع البيانات، على مستوى المريض (66.9%)، وبشكل أقل على مستوى السكان (10.5%)، أو مستوى نظام الرعاية الصحية (15.4%) أو مقدمي الرعاية الصحية (5.0% )
وتركز البحث بشكل أساسي في أربع مناطق: الرباط-سلا-القنيطرة (27.9٪) والدار البيضاء-سطات (18.9٪) ومراكش-آسفي (16.7٪) وفاس-مكناس (9.2٪). ثم حدث إدراج مناطق متعددة في 32 دراسة (8.0٪).
ووجد الباحثون، أن معظم المؤلفين لهذه المنشورات مغاربة (78.4٪)، و لغة النشر هي الإنجليزية (69.1٪) و الفرنسية (30.9٪)، بينما لم يتم تحديد أي مقالات منشورة باللغة العربية.
وتبين الدراسة، أن غالبية الأبحاث استندت إلى المستشفيات (79.9٪)، و1.2٪ فقط شملت مستويات متعددة من نظام الرعاية الصحية، و10.2٪ دراسات دولية.
وأبرزت أن معظم الدراسات أقيمت في المستشفيات/ المرافق الصحية (48.5٪)، حيث تم إجراء 23.7٪ منها في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء من 2000-2011، وفي الفترة 2012-2022، تم إجراء18.1٪ من الأبحاث بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط.
بالمقابل شمل 6.5٪ فقط من الدراسات مرافق صحية متعددة، وكانت معاهد البحوث الحكومية (مثل المعهد الوطني للصحة) موقعًا لـ 8.0٪ من الأبحاث، تليها عيادات الرعاية الأولية (7.5٪) والمستشفيات الإقليمية من المستوى الثاني (4.5٪)
كما هيمنت مقالات صحة الأم، بنسبة تزيد عن 50٪ عن المقالات المنشورة حول صحة الرضع، مما يعكس إعطاء الأولوية لذلك المجال في خطط العمل الصحية الوطنية (2008-2012) (2012-2016)، وخطة الرعاية الصحية (2025).
وبعد أن كانت اهتمامات البحث بتنظيم الأسرة والولادة في الفترة 2000-2011، تحولت إلى مواضيع أخرى في الفترة 2012-2022.
و أفادت المراجعة البحثية، تحول الولادات من 1/3 تحت الإشراف الطبي في عام 2000 إلى 2/3 تحت الإشراف الطبي بحلول عام 2011، ومع ذلك، لم تؤد الولادة في المرافق الطبية إلى خفض معدل وفيات الأمهات بالقدر المتوقع .
و زادت أبحاث صحة الرضع بين عامي 2000 و2022، لكن غالبيتها ركز على حديثي الولادة في المستشفى و الأصغر من 20 يومًا، وكانت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) محورًا رئيسيًا وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالعدوى البكتيرية.
كان نظام الرعاية الصحية في المغرب أيضا، موضوعًا رئيسيًا للبحث، مع تحليل نقدي لسياسات الصحة الإنجابية، وتنفيذ السياسات، وتحديات نظام الرعاية الصحية، ونواقص البيانات، والتكنولوجيا، ووجهات نظر مقدمي الخدمة.
كما تناولت الدراسات النوعية (5٪ من الإجمالي) موضوعات مثل الإجهاض والممارسين الطبيين التقليديين من الإناث والتعددية الطبية وآراء النساء الريفيات.
وتوصي المراجعة البحثية، بأن يتلقى الباحثون الدعم لتوسيع النطاق الجغرافي والإقليمي، ليشمل المناطق المهملة، والرعاية الأولية والثانوية، والمدن الصغيرة والمناطق الريفية، والصحة خارج المستشفى.
ويقول الفريق البحثي “ستكون هذه المراجعة بمثابة مورد للباحثين وصناع السياسات المغاربة، وستساعد في تحديد الاتجاهات المستقبلية للبحث والممارسة السريرية“، ويوضحون بأن “استخدام أساليب البحث متعددة التخصصات يمكن أن يساعد في سد الفجوات داخل أبحاث الصحة العقلية والنفسية وإبلاغ قرارات السياسات “.