الجزائرية إيمان خليفة والتايوانية لين يو تينغ، رياضيتين استبعدتا من بطولة العالم في العام الماضي بعد فشلهما في تلبية معايير الأهلية للجنس.
لكنهما تنافسان في أولمبياد باريس على ميدالية ذهبية بعد أن قرر الرؤساء الأولمبيين التخلي عن القواعد المتعلقة باختبار الجنس للرياضيين.
ويعتبر نزالهما في باريس واحدا من أكثر النزالات إثارة للجدل في تاريخ الألعاب الأولمبية، وسط ردود أفعال من أمثال بطل العالم السابق في وزن الريشة باري ماكغيغان – الرئيس الحالي لرابطة الملاكمة المحترفة -، وجي كي رولينج مؤلفة هاري بوتر، و اللاعبة الأولمبية شارون ديفيز، و رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس.
ومن تعليقاتهم : ” لا يمكن للرجال أن يصبحوا نساء”، “شاهد فيديو القتال ثم اشرح لماذا أنت موافق على رجل يضرب امرأة في الأماكن العامة للترفيه عنك. هذه ليست رياضة”، إنه قرار “صادم” و “مثير للشفقة” السماح “للرجل” بمحاربة النساء.
وفقا لموقع Reduxx النسوي، يعتقد أن كلا الرياضيتين تتأثر باختلاف التطور الجنسي (DSD) ، وهي من الحالات الطبية النادرة “ثنائية الجنس”، حيث أن الإناث ظاهريا يمكن أن يكون لديهم كروموسومات “ذكورية” ، أو العكس.
فمن هي الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، والتايوانية لين يو تينغ؟
+++ حماية والدتي من العنف الزوجي
تولت الملاكمة التايوانية (28 عاما) المثيرة للجدل “لين يو تينغ” الرياضة لحماية والدتها من العنف المنزلي، كما تكشف لـ MailOnline.
دخلت بطلة العالم لمرتين الحلبة لمنافسة الأوزبكية سيتورا تورديبيكوفا (22 عاما) يوم الجمعة الماضي في فئة وزن الريشة 57 كلغ، وأثارت المواجهة بينهما جدلا كبيرا.
خسرت “لين”، التي دخلت الأولمبياد كمصنفة أولى، ميداليتها البرونزية بعد أن فشلت في تلبية معايير الأهلية الجنسية غير المحددة للاتحاد الدولي للملاكمة العام الماضي.
لكنها شاركت في أولمبياد باريس، وكانت كل الأنظار على مباراة لين مع تورديبيكوفا، والتي فازت بها بشكل مريح، وذلك بعد معركة درامية شهدت انسحاب الإيطالية كاريني في أقل من دقيقة مع توجيه الجزائرية خليف لكمة واحدة لها فقط.
في مقابلة مع ليبرتي تايمز في عام 2013 نقلتها MailOnline، كانت “يو تينغ” بطلة العالم مرتين، تبلغ من العمر 17 عاما فقط عندما كشفت أنها ولدت في عائلة يسودها العنف المنزلي، و قالت إن “تعلم الملاكمة هو حماية والدتي”.
بعد نجاحها، حصلت على منحة دراسية تعليمية بقيمة 40,000 ألف دولار تايواني، ثم أعطت جائزة مالية لوالدتها لدعم أسرتها، بعد مغادرة والدها المنزل.
وقال مدربها تسنغ تسي تشيانغ، إن “يو تينغ” تعلمت الملاكمة لأنها شعرت بالأسف على والدتها التي تعرضت للضرب مرارا وتكرارا من قبل والدها.
كما كشفت كيف استلهمت ممارسة الملاكمة بعد مشاهدة الرسوم المتحركة مع مفضلتها The First Divine Fist ، وهي سلسلة رسوم متحركة شهيرة في تايوان.
وتحكي قصة صبية صغيرة تتعرض للتنمر في المدرسة، ثم تلتقي بمقاتل مشهور يدعى مامورو تاكامورا الذي يعلمها كيف تكون ملاكمة وتصبح بطلة.
قالت يو تينغ إن مشاهدة الرسوم المتحركة للمانجا جعلتها “مهتمة بالملاكمة” على الرغم من أنها اضطرت إلى التغلب على معارضة والدتها في البداية التي كانت قلقة من أن يتداخل ذلك مع دراستها.
بعد مشاركتها في بطولة آسيا للملاكمة، فازت بالميدالية الذهبية في عامي 2017 و 2019، وشاركت في أول دورة أولمبية في عام 2021 في تويكو حيث خسرت في دور الـ 16.
وهي أيضا بطلة العالم مرتين، ولكن في العام الماضي تم استبعادها من مسابقة السيدات في نيودلهي، بعد فشلها في تلبية معايير الأهلية للجنس من الاتحاد الدولي للملاكمة.
يوم الجمعة الماضية، أعرب مكتب الرئاسة التايواني والرئيس السابق عن دعمهما للملاكمة، وقالت أول رئيسة للبلاد التي تولت منصبها بين عامي 2016 و2024: “دعونا نشجع لين يو تينغ معا”، مضيفة أن الفوز سيكون شرفا لتايوان.
وأضافت أن يو تينغ كان “شجاعة في مواجهة التحديات، سواء كانت تأتي من داخل الحلبة أو خارجها”.
بينما كتبت بان مين-آن ، الأمينة العامة للمكتب الرئاسي في تايوان على فيسبوك أنه من الخطأ أنها “تعرضت للإذلال والشتائم والتنمر اللفظي لمجرد مظهرها وحكم مثير للجدل في الماضي”.
+++ بائعة خبز حولتها صفاتها الذكورية إلى ملاكمة
داخل الطفولة الصعبة للملاكمة “الذكورية بيولوجيا” إيمان خليف التي أثار تغلبها بعد 46 ثانية فقط على منافستها الغضب، كيف باعت الخبز في الشارع مقابل توفير المال. وقيل لها إن الرياضة “للرجال فقط” لكنها أرادت “إظهار أنها امرأة شجاعة”.
كما تحدثت الملاكمة الأولمبية للسيدات، التي أثارت خلافا دوليا بين الجنسين يوم الخميس الماضي، عن “شجاعتها” في التغلب على حياة الشدائد للوصول إلى قمة رياضتها.
روت “الذكورية بيولوجيا” كيف تحولت من بيع الخبز في شوارع قريتها، إلى بطلة رياضية – بعد أن حولها مدرب في مدرستها إلى الرياضة بسبب “صفاتها البدنية”.
لكن حتى ذلك الحين، واجهت تحيزا لأن عائلتها ومجتمعها المحافظين، ينظرون إلى الرياضة على أنها “للرجال فقط”.
وبينما تتطلع اللاعبة (25 عاما) إلى ذهبية الألعاب الأولمبية في باريس، رافق انتصارها الأول الجدل، حين انسحبت منافستها الإيطالية باكية، وقالت “هذا ليس عدلا”.
بعد انتهاء مباراة فئة 66 كلغ من جانب واحد، جثت المنافسة كاريني (25 عاما) على ركبتيها باكية في إحباط ورفضت مصافحة خليف، وقالت بعد ذلك انسحبت من المباراة “لإنقاذ حياتي”.
في مقابلة تم تصويرها قبل الألعاب الأولمبية، تحدثت خليف عن التراجع عن حظرها بسبب ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، وأعلنت: “أردت أن أظهر للعالم بأسره، من هي المرأة الشجاعة إيمان خليف”.
دافع رؤساء الأولمبياد عن خليف، وانتقدوا “العدوان” و”التمييز” من الجمهور. فيما كتبت هي على وسائل التواصل الاجتماعي: “الحمد لله. العدالة الإلهية”.
خلال مقابلة سابقة مع قناة الجزائر، تضمنت أيضا صورا لخليف عندما كانت فتاة صغيرة، روت الجزائرية أنها توجهت إلى الملاكمة بسبب “الصفات البدنية” التي رآها فيها مدربها في المدرسة.
عندما سئلت عن سبب اختيارها رياضة “غالبا ما يشار إليها باسم رياضة الرجال”، أجابت “لقد كانت محض صدفة، لم أتخيل أبدا أنني سأصبح ملاكمة، وسأصبح بطلة العالم”.
“لطالما أحببت كرة القدم ولعبتها في قريتي الصغيرة، تقول خليف، مضيفة ” كان والدي يفضل دائما كرة القدم على الملاكمة. لكنني كنت جيدة في الرياضة في مدرستي وشجعني معلمي على أن أصبح ملاكما، لأنني كنت أمتلك صفات بدنية جيدة وكان على حق”.
قالت خليف إنها “وقعت في حب” الملاكمة بمجرد دخولها الحلبة لأول مرة. لكنها وصفت طفولتها بأنها “صعبة حقا”، وأضافت: “لقد جئت من منطقة وعائلة محافظة. حيث كانت الملاكمة رياضة مخصصة للرجال فقط”.
كما تحدثت عن اضطرارها للسفر بين قريتها والمدينة التي تدربت فيها، مضيفة: “هذه عقبات واجهتها عندما بدأت، كنت أبيع الخبز في الشارع، وجمعت الأطباق لكسب المال، حتى أتمكن من التنقل لأنني من عائلة فقيرة للغاية”.
تصف إيمان حياتها المهنية بأنها “قصة مثيرة للإعجاب”، وتكشف كيف بدأت حياتها المهنية في قرية جزائرية قبل الانتقال إلى المدينة التي تدربت فيها، و إلى العاصمة، ثم اختارت السفر إلى الخارج.
كانت مشاركة خليف في الحدث الأولمبي مصدرا للجدل، بعد استبعادها من بطولة العالم للملاكمة للسيدات العام الماضي.
وأشار موقع الألعاب الأولمبية آنذاك، إلى أن خليف استبعدت قبل ساعات من مباراة الميدالية الذهبية ضد الصينية يانغ ليو في نيودلهي، بعد أن فشلت مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة لديها في تلبية معايير الأهلية.
وردت اللجنة الأولمبية الجزائرية بزعم أن الاستبعاد كان جزءا من “مؤامرة” لمنعهم من الفوز بميدالية ذهبية، وقالت إن “الأسباب الطبية” كانت وراء ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون.
في حديثها بالفيلم الوثائقي، قالت خليف: “كان عام 2023 صعبا للغاية… لقد كانت ضربة قاسية بالنسبة لي، لكنني عدت أقوى لإظهار قوتي وتصميمي وأظهر للعالم بأسره كم هي امرأة شجاعة إيمان خليف”.
وأضافت الجزائرية: أنا مستعدة الآن لأنه قضيت 8 سنوات من التحضير، هذه ثاني دورة أولمبية لي بعد المركز الخامس في طوكيو، وأحتاج إلى ميدالية أولمبية هنا في باريس.
ورفضت التعليق على القرار المثير للجدل بإدراجها في أولمبياد باريس 2024 كأنثى، على الرغم من مشاكلها في اختبار الجنس.
المصدر: مواقع