قررت السعودية الاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية باعتباره قطاعا حيويا في الاقتصاد، حيث يتوقع أن يساهم بما قيمته 50 مليار ريال (13 مليار دولار) من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير أكثر من 39 ألف فرصة عمل، والوصول إلى أفضل ثلاث دول في عدد اللاعبين المحترفين للرياضات الإلكترونية.
وفي السعودية التي يمثل الشباب 70 في المائة من عدد سكانها البالغ 36 مليونا ، هناك على الأقل 21 مليونا يحبون ألعاب الفيديو.
وقد خصصت مجموعة “سافي” التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي 8.3 مليار دولار للاستحواذ على خمس شركات عالمية متخصصة في الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى امتلاك حصص في شركات أخرى. وعلاوة على ذلك، تمتلك المجموعة صندوقا ضخما قيمته 38 مليار دولار مخصصا للاستثمار في هذا المجال المزدهر، وفقا لتقرير “سافي” السنوي الذي أطلقته الاثنين.
وكان بنك التنمية الاجتماعية السعودي قد اعتمد برنامجا لتمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بميزانية قدرها 300 مليون ريال (80 مليون دولار) في عام 2022، وبنهاية العام الماضي زادت الميزانية المخصصة لهذا القطاع إلى 1.09 مليار ريال (290 مليون دولار).
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة “سافي”، براين وارد، خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض، عن أن الشركة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة “نانتيك” لجلب لعبة “بوكيمون قو” إلى السعودية وسيتم إطلاقها في منطقة الرياض وجدة والعلا وأبها.
كما تعمل الشركة على إقامة “النسخة الأولمبية” للألعاب الإلكترونية في السعودية في الربع الأخير من عام 2025، مضيفا أن انعقادها في الرياض سيكون حدثا ضخما، يضاهي بطولة كأس العالم من حيث الحجم والأهمية”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “سافي” إن “الاستثمار الأجنبي هو إحدى الركائز الأساسية لجهودنا في جذب الاستثمارات إلى قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في السعودية”، مضيفا أن السعودية تتميز بكونها الدولة الوحيدة في العالم التي لديها استراتيجية وطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية مدعومة بجهود حثيثة من الحكومة وصندوق الاستثمارات العامة ومشاريع (جيغا) وغيرها من الجهات المعنية.
يذكر أن مجموعة “بوسطن” الاستشارية احتسبت مؤخرا أن إيرادات قطاع الألعاب الإلكترونية عالميا تفوقت على إيرادات قطاع الموسيقى، ومبيعات الألبومات، وعلى أفضل خمس بطولات رياضية. وقد شهد القطاع أثناء جائحة كوفيد – 19 نموا كبيرا ، حيث قفزت الإيرادات عالميا بنسبة 11 في المائة سنويا بين عامي 2018 و2021، من 142 مليار دولار إلى 193 مليار دولار في غضون أربع سنوات فقط. ومن المتوقع أن تنمو الإيرادات عالميا بمعدل 4 في المائة سنويا ، لتتجاوز 220 مليار دولار بحلول عام 2027، مع اقتراب عدد اللاعبين العالميين من 4 مليارات.
ووفقا لتقرير شركة “سافي” السنوي، كانت السعودية الأسرع نموا على مستوى العالم في قطاع الألعاب الإلكترونية، بإيرادات وصلت إلى 1.13 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 1.21 مليار دولار في العام الحالي، و1.28 مليار دولار في 2025، و1.36 مليار دولار في 2026، وهو معدل نمو سنوي مركب يزيد على 6 في المائة، وفق التقرير.
كما تقع المملكة في قلب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغت الإيرادات 6.18 مليار دولار في 2023 ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 8 في المائة سنويا حتى 2025؛ مما يجعل المنطقة الأسرع نموا عالميا .
المصدر: (ومع) بتصرف