غادر العديد من الصحافيين البارزين صحيفة “جويش كرونيكل” الأسبوعية الصادرة في لندن بعدما اضطرت إلى حذف مقالات لأحد كتابها تتعلق بالحرب في غزة بسبب معلومات مضللة.
ونقل أحد المقالات المعنية عن “مصادر استخباراتية” معلومات عن خطة قيل إن يحيى السنوار الذي أصبح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غشت، وضعها لفراره من قطاع غزة ونقل الرهائن الإسرائيليين إلى مصر عبر “ممر فيلادلفيا” المحاذي للحدود المصرية.
لكن هذه الادعاءات أثارت جدلا في دولة الاحتلال الإسرائيلي. ونفى الجيش، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، علمه بوجود وثيقة تتناول خطة مماثلة كما ورد في المقال.
وبرز ممر فيلادلفيا وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود المصرية كنقطة خلاف رئيسية في محادثات التوصل إلى الهدنة، إذ تصر دولة الاحتلال على إبقاء قواتها فيه.
وتشترط حركة حماس من جهتها انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يتعين على إسرائيل أن تحافظ على سيطرتها على هذا الممر.
ودفع الجدل حول المقال الصحيفة إلى إجراء “تحقيق شامل” في شأن كاتبه وهو الصحافي المستقل إيلون بيري الذي قالت الصحيفة إنه كان يعمل لصالح الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “جويش كرونيكل” الجمعة “على الرغم من أننا نعلم أنه خدم في الجيش الإسرائيلي، إلا أننا غير راضين عن بعض مزاعمه”.
وأعلن جوناثان فريدلاند الصحافي العامل مع صحيفة “جويش كرونيكل” منذ العام 1998 والذي عمل والده معها أيضا، قطع علاقاته بالصحيفة الأحد بعد “الفضيحة الأخيرة” واتهمها بأنها “أداة حزبية وإيديولوجية”.
وأعلن صحافيان آخران هما ديفيد آرونوفيتش وهادلي فريمان أيضا وقف تعاونهما مع الصحيفة، وكذلك الكاتب ومقدم البرامج ديفيد بادييل.
واعتذر رئيس تحرير الصحيفة جيك واليس سايمونز الأحد عن نشر المقال، وقال إن الصحيفة “قطعت كل علاقاتها” مع الكاتب وأزالت كل مقالاته من موقعها على الإنترنت.
وأضاف على موقع “اكس” “أتحمل المسؤولية الكاملة عن الأخطاء التي ارتكبت وسأتحمل المسؤولية نفسها لضمان عدم حدوث أمر مماثل مرة أخرى”.
ويشكل هذا التراجع والاعتذار ضربة قاسية للصحيفة الأسبوعية التي تصدر باللغة الإنكليزية وتتخذ من لندن مقرا. وتأسست الصحيفة عام 1841 وتقدم نفسها على أنها أقدم صحيفة يهودية في العالم.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف