أكد الخبير المغربي في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والتغير المناخي، عبد العالي دقينة، أن المغرب يعد من البلدان الرائدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط “مينا” في مجال مكافحة ملوثات المناخ قصيرة الأمد .
وأوضح دقينة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء على هامش منتدى إقليمي حول المساهمات المحددة وطنيا (NDC 3.0) لمنطقة “مينا” اختتم أشغاله أمس الأربعاء بتونس، أن المملكة أعدت مخططا وطنيا لمكافحة الملوثات قصيرة الأمد، يتضمن عدة إجراءات لتحسين جودة الهواء وتعزيز المساهمة في مكافحة تغير المناخ مع التحسيس بالآثار الجانبية لهذه الملوثات لاسيما على الصحة والانتاج الفلاحي والنظم البيئية.
وحسب تحالف المناخ والهواء النقي، وهو شراكة عالمية طوعية من الحكومات والمنظمات الدولية وشركات الأعمال والمؤسسات العلمية والمجتمع المدني، فإن ملوثات المناخ قصيرة الأمد( تسمى أيضا قصيرة العمر)، وبالرغم من أنها تظل فترة قصيرة في الغلاف الجوي، تعد من أهم مسببات الاحتباس الحراري . وتشمل هذه الملوثات بالخصوص غاز الميثان وغازات التبريد والتكييف وغبار الكربون الاسود والمركبات الكربونية الفلورية الهيدروجينية .
وأضاف دقينة، وهو أيضا المنسق الوطني لتحالف المناخ والهواء النقي، أن المغرب يعمل أيضا على بلورة خارطة طريق خاصة بالميثان تشمل جميع القطاعات، فضلا عن الاشتغال على مشروع لدراسة معمقة لمكامن انبعاث غاز الميثان في ثلاثة مطارح للنفايات بكل من طنجة والرباط وآسفي قصد العمل على تثمينه في الإنتاج الطاقي أسوة بالتجارب الجارية في كل من فاس ووجدة، وذلك في أفق تعميمها على كل مطارح النفايات.
وقال الخبير دقينة ، إن من بين المشاريع التي انخرط فيها المغرب كذلك ، مشروع يتعلق بدراسة وتحديد انبعاثات غاز الميثان في سلاسل انتاج اللحوم الحمراء والبيضاء وسلاسل إنتاج الحليب ومشتقاته مع تحديد مؤشرات الانبعاثات الغازية الخاصة بالمغرب ، والذي سيتم اطلاقه قريبا بالتعاون مع تحالف المناخ والهواء النقي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) .
وفي قطاع النقل، أشار الخبير إلى أن المغرب شرع في تنفيذ معايير المحركات” أورو 6 ” ، وهو إجراء سيمكن لوحده من خفض بما يناهز 38 بالمائة للمواد الجسيمية الناجمة عن القطاع ، والتي لها تأثير سلبي على الصحة.
يذكر أن المنتدى الإقليمي حول المساهمات المحددة وطنيا (NDC 3.0) لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، الذي نظم تحت شعار “رسم المسارات نحو مساهمات طموحة وقابلة للتنفيذ “، ناقش التحديات والفرص المتعلقة بإعداد الجيل القادم من المساهمات المحددة وطنيا (NDC)، فضلا عن سبل تعزيز دمج الأهداف المناخية في استراتيجيات التنمية الوطنية مع تسريع تنفيذ الحلول الملموسة لمواجهة أزمات المناخ ولحماية التنوع البيولوجي.
المصدر: (ومع) بتصرف