ثقة تيفي
ويصنف المغرب ثاني أكبر منتج للنبيذ في القارة الأفريقية. مواصلا تقليد صناعة النبيذ الذي يعود تاريخه إلى العصر الفينيقي، وله جذور في الإنتاج الروماني القديم في فولوبيليس.
أفاد تقرير مفصل نشرته صحيفة Razón الإسبانية، أن المغرب أثبت مكانته كثاني أكبر منتج للنبيذ في إفريقيا. يصنع ما يقرب من 40 مليون زجاجة سنويا، مما يجعله في المرتبة 36 بين أكبر منتجي النبيذ في العالم.
واستشهد التقرير ببيانات المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ (OIV)، والتي أظهرت أن البلاد كان لديها 42,216 هكتارا من مزارع الكروم في عام 2022، بمتوسط استهلاك للنبيذ يبلغ 2.2 لتر للفرد الواحد.
وأبرز، أن المغرب يستورد ما يعادل نصف إنتاجه، بينما يصدر 1.45٪ فقط من إنتاجه، ما يجعله متخلفا عن جنوب إفريقيا، التي تحتفظ بثلاثة أضعاف مساحة مزارع الكروم المغربية بمساحة 124,000 هكتار، وتصنف كثامن أكبر منتج في العالم.
وفقا للتقرير، فقد سمح الاستعمار البرتغالي (1415-1769) والاستعمار الفرنسي (الذي بدأ في القرن الـ 19) بزيادة توسع مزارع الكروم في المغرب.
وحدث أكبر توسع منذ عام 1875 بسبب phylloxera، خاصة في التربة الرملية المحصنة ضد طاعون العنب للاستجابة للحاجة إلى توريد تجار النبيذ الفرنسيين.
وأكد التقرير، أن نقطة التحول الكبرى لثقافة النبيذ المغربية كانت هي معاهدة روما لعام 1967، والتي حظرت خلط النبيذ الأوروبي بالنبيذ الأجنبي. وأدت هذه القاعدة الجديدة إلى فقدان السوق، مع اختفاء العديد من مزارع الكروم وإغلاق مصانع النبيذ. ولكن بمرور الوقت عملت على نقل البيع بالجملة إلى الزجاجة.
من جهة أخرى، سلط التقرير الضوء على التراث الغني لزراعة الكروم في المغرب، الذي يعود إلى العصر الفينيقي والروماني. وأظهر كيف ازدهر إنتاج النبيذ في مقاطعة موريتانيا تينجيتانا الرومانية، لا سيما حول فولوبيليس بالقرب من مكناس الحديثة، مع وصول الأمفورات إلى روما.
وقال التقرير، إن حكومة حزب العدالة والتنمية (2011-2021) جعلت الكحول يختفي من وجبات الغداء والعشاء الرسمية، والتي لم يتم استردادها منذ ذلك الحين مع حكومة ليبرالية.
وذكر التقرير، أن “الشمس وتأثير الرياح الأطلسية وجبالها تمنح المغرب الظروف اللازمة لإنتاج نبيذ عالي الجودة”، مسلطا الضوء على المزايا الطبيعية للبلاد لإنتاج النبيذ، وعلى كيفية عمل مصانع النبيذ التاريخية.
كما ركز جزء كبير من التقريرعلى تحديات الصناعة، وخاصة الإجهاد المائي. ونقل عن أوليفييه بيروتو، عالم النبيذ في Les Domaines Amal، الذي كشف عن الحل الطبيعي: “هنا، من أبريل إلى أكتوبر لا تمطر. وأحيانا، كما هو الحال في عام 2022، لا يحدث ذلك حتى ديسمبر”. وأوضح “سرنا هو الرياح التي تأتي من المحيط الأطلسي بعد ظهر كل يوم. تقع الكروم على ارتفاع 400 متر وهذا ما ينقذنا”.
وقدم التقرير تفاصيل عن المنتجين الرئيسيين، بما في ذلك شركة ثالفين (أنشأت في عام 1968)، والتي تدير مصنع نبيذ أولاد طالب للنبيذ(تأسس عام 1923)، مع ما يقرب من 500 هكتار مزروعة حصريا بكروم من أصل فرنسي. وتنتج الشركة 8 ملايين زجاجة سنويا، تستهلك 85٪ منها محليا.
كما غطت منطقة دومين دي لازوينة بالقرب من مكناس، بمساحات 80 هكتارا من مزارع الكروم.
و تهيمن Celliers de Meknès (تأسست في عام 1963 من قبل إبراهيم زنيبر) حاليا على السوق، بإنتاج 85٪ من النبيذ المغربي عبر 2,000 هكتار.
وكشف التحقيق أن مصنعي النبيذ الرئيسيين في بنسليمان ومكناس يعملان تحت ملكية مهدي بوشعرة، في حين أن مجموعة بواسون، التي أصبحت جزءا من مجموعة كاستل أفريقيا في عام 2003، تحتفظ بحضور صناعي كبير إلى جانب عمليات إنتاج البيرة.
واختتم التقرير بقائمة مفصلة لأفضل 10 أنواع من النبيذ المغربي، مسلطا الضوء على بعض العروض بأسعار تتراوح بين 195 درهم إلى 420 درهم.