تستعد إسرائيل وحماس اليوم لتنفيذ ثالث عملية تبادل لرهائن محتجزين في غزة بمعتقلين في السجون الاسرائيلية، سيطلق خلالها سراح ثماني رهائن هم ثلاثة إسرائيليين وخمسة تايلانديين، مقابل الإفراج عن 110 معتقلين فلسطينيين، وذلك في إطار الهدنة الهشة التي تهدف إلى إنهاء الحرب.
وبثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو لرهينتين إسرائيليتين من المقرر أن يتم إطلاق سراحهما اليوم الخميس في إطار الدفعة الثالثة لتبادل الأسرى والرهائن، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
ويظهر التسجيل الذي تم تصويره في مكان غير معروف الرهينتين غادي موزيس وأربيل يهود وهما يعانقان واحدهما الآخر ويبتسمان.
وأكدت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنه سيتم تسليم ثلاث رهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اثنتان منهم في مدينة خان يونس جنوب غزة ورهينة في مخيم جباليا عند قرابة الساعة الحادية عشرة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي (9,00 ت غ).
وأقامت سرايا القدس منصة أحيطت بعشرات من عناصرها المسلحين، قرب منزل رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي اغتالته قوات الاحتلال الإ سرائيلية، في مخيم خان يونس، فيما أقامت كتائب القسام منصة في مخيم جباليا أحيطت بعشرات من عناصر القسام، في وسط مخيم جباليا.
ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع، لكن حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها “كاذبة”.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه تلقى من حماس قائمة بأسماء ثماني رهائن هم ثلاثة إسرائيليين وخمسة تايلانديين، من المقرر الإفراج عنهم الخميس، بالإضافة إلى ثلاثة رجال أحياء تحتجزهم حماس يفترض الإفراج عنهم السبت.
والإسرائيليون الثلاثة الذين سيفرج عنهم الخميس هم امرأتان أربيل يهود (29 عاما) وأغام بيرغر (20 عاما)، ورجل مسن هو غادي موسيس الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية ويبلغ 80 عاما، وفق مكتب نتانياهو.
وكشف مصدر من حماس لوكالة فرانس برس أن الرهائن الاسرائيليين الثلاث سيتم تسليمهم “قبل ظهر اليوم”.
ومقابل هؤلاء، ستطلق إسرائيل سراح 110 معتقلين فلسطينيين، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحق هم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا.
ومن المفترض أن يصل السجناء إلى رام الله قرابة الظهر (10,00 ت غ)، وفق النادي. وسيتم إبعاد 20 منهم، على غرار ما حصل في إفراجات سابقة.
وفي إطار الهدنة، أطلق حتى الآن سراح سبع نساء إسرائيليات مقابل 290 فلسطينيا.
وأبرم الجانبان اتفاقا لوقف إطلاق النار، تتضمن مرحلته الأولى التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير تبادل رهائن احتجزوا في هجوم حماس بمعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، فضلا عن زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، يتم خلالها الإفراج عن 33 من الرهائن المحتجزين في غزة، مقابل نحو 1900 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل.
وأتاح وقف إطلاق النار دخول المساعدات الدولية إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل وحيث الحاجات هائلة.
لكن قياديا في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس الأربعاء إن إسرائيل تعطل “إدخال الوقود والخيام والكرفانات (منازل متنقلة) والمعدات الثقيلة”، مضيفا “نحذر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار… سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى”.
وفي حين نزح جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيرا على الأقدام وسط الأنقاض.
ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما.
أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الأسر.
وأدى العدوان الإسرائيلي طيلة 15 شهرا إلى مقتل 47317 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف