في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، أظهرت النسخة الثامنة والعشرون من الدراسة السنوية التي تجريها شركة PwC، والصادرة في 25 مارس 2025، أن الصراعات الدولية باتت تمثل أكبر مصدر قلق لدى الرؤساء التنفيذيين المغاربة، وأشار 34% منهم إلى أن عدم الاستقرار الجيوسياسي يشكل التحدي الأبرز لأعمالهم.
ورغم هذه المخاوف، لا يزال قادة الأعمال المغاربة يحتفظون بنظرة إيجابية تجاه الاقتصاد الوطني، إذ عبّر 81% منهم عن ثقتهم في آفاق النمو المحلي، وإن كان ذلك بانخفاض طفيف عن العام الماضي (90%) كما أبدى 52% تفاؤلهم بالاقتصاد العالمي، مقارنة بـ58% في 2024.
وإلى جانب التحديات السياسية، أشار التقرير إلى تصاعد القلق بشأن التضخم (23%)، والمخاطر المناخية (20%)، والأمن الرقمي (10%).
ومع ذلك، حسب التقرير، يعكس المشهد الاقتصادي المغربي مرونة واضحة، إذ أكد 90% من الرؤساء التنفيذيين ثقتهم في قدرة شركاتهم على تحقيق النمو خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
فيما يتعلق بالاتجاهات المستقبلية، تبرز التكنولوجيا والمخاطر المناخية كعوامل حاسمة في استراتيجيات الشركات المغربية.
ويتوقع 71% من الرؤساء التنفيذيين دمج الذكاء الاصطناعي بشكل ممنهج في أعمالهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما أكد 45% أهمية الامتثال للوائح البيئية، لا سيما في ظل سياسات الاتحاد الأوروبي مثل ضريبة الكربون الحدودية التي قد تؤثر على النفاذ إلى الأسواق الدولية.
أما على مستوى التوسع الاستراتيجي، أبدى 47% من الرؤساء التنفيذيين نيتهم تنفيذ عمليات استحواذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، في مؤشر على الطموح لتعزيز الحضور المغربي في الأسواق الدولية.
وفي هذا السياق، صرّح جوناثان لو هنري، شريك في Strategy& (الذراع الاستشاري الاستراتيجي لشركة PwC) ورئيس مكتب Strategy& المغرب العربي:
“الشركات المغربية تدخل اليوم مرحلة جديدة حيث بات التحول التكنولوجي شرطًا أساسيًا للنجاح، مما يجعل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ورأس المال البشري أمرًا حتميًا لضمان استدامة النمو.”
شملت الدراسة آراء 4,701 من الرؤساء التنفيذيين في 109 دول خلال الفترة من 1 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2024، بما في ذلك أكثر من 50 رئيسًا تنفيذيًا مغربيًا.
تُعد PwC المغرب جزءًا من شبكة PwC العالمية التي تضم 364,200 موظفًا في 151 دولة، وتوفر خدمات التدقيق والاستشارات والحلول القانونية والضريبية للمؤسسات عبر مختلف القطاعات.