■ ثـــقــة تــيـفي
أظهرت نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط أن غالبية الأسر المغربية متشائمة جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم المتزايد، مع تدهور مستوى المعيشة والقدرة على الادخار.
ورغم أن البحث المتعلق بالفصل الأول من عام 2025، أظهر تحسنًا طفيفًا في معنويات الأسر مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، إلا أن الغالبية العظمى تتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع، مما يزيد من الضغط على ميزانيات الأسر المغربية.
■ الوضع المالي للأسر المغربية
أفاد 55.8 % من الأسر بأن مداخيلها تغطي مصاريفها الشهرية، في حين اضطرت 42% من الأسر إلى استنزاف مدخراتها أو اللجوء إلى الاقتراض لتلبية احتياجاتها. و الأكثر إثارة للقلق هو أن نسبة الأسر التي تمكنت من ادخار جزء من مداخيلها لم تتجاوز 2.2 %.
و قد أظهرت نتائج الاستطلاع أن رأي الأسر حول وضعها المالي الحالي استقر في مستوى سلبي، مسجلًا -39.8 نقطة، مقارنة بـ -38.9 نقطة في الربع السابق و -40.6 نقطة في نفس الفترة من العام الماضي.
و فيما يتعلق بتطور الوضع المالي للأسرعلى مدار العام الماضي، أفاد 53.3 % من الأسر بتدهور وضعهم المالي، بينما اعتبر 4 % فقط أن وضعهم المالي قد تحسن.
وبالنسبة للتوقعات المستقبلية، توقعت 31 % من الأسر تدهور وضعها المالي، بينما توقعت 54.4 % أن يظل الوضع المالي على حاله.
كما صرحت 11.2% من الأسر بقدرتها على الادخار في العام المقبل، مقابل الغالبية العظمى (88.8 %) التي لا تتوقع الادخار على الإطلاق
ووجد الاستطلاع أن ميزان الرأي لهذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 77.6 نقطة، وهو تحسن طفيف مقارنة بـ ناقص 77.8 نقطة في الربع السابق وناقص 81.5 نقطة في نفس الفترة من العام الماضي.
■ تدهور مستوى المعيشة
تعتبر 80.9 % من الأسر أن مستوى المعيشة قد تدهور بشكل كبير في العام الماضي، بينما أفاد 14.7 % أن الوضع قد استقر و4.4 % فقط يعتبرون أنه قد تحسن.
أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية، فإن 53 % من الأسر تتوقع أن يتدهور مستوى المعيشة، بينما تعتقد 6.7 % فقط أن هناك احتمالية لتحسن الأوضاع.
■ التوقعات بشأن أسعار المواد الغذائية
وتبقى أسعار المواد الغذائية التحدي الأكبر الذي يواجه الأسر المغربية، إذ توقعت 81.6 % من الأسر أن تستمر الأسعار بالارتفاع في العام المقبل، بينما يتوقع 1.6% فقط انخفاض الأسعار. ووفقًا للاستطلاع، فإن 97.6 % من الأسر أفادت بأن تكاليف الغذاء قد ارتفعت في العام الماضي.
وتظل توقعات الأسر بالنسبة للأسعار المستقبلية متشائمة، إذ بلغ رصيد هذا المؤشر مستوى سلبي قدره -80 نقطة، محققا تحسنا طفيفًا عن -81.8 نقطة في الربع السابق، لكنه أسوأ مقارنة بـ -70.1 نقطة في نفس الربع من العام الماضي.
وكان الوضع ناتجًا بشكل أساسي عن التضخم، الذي وصل إلى 2.2% في الربع الأول من عام 2025، بزيادة حادة من 0.7% قبل ثلاثة أشهر فقط.
وتضع الزيادة في أسعار السلع ضغوطًا على الأسر المغربية، وتعزى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 3.7 % وارتفاع تكلفة المواد غير الغذائية بنسبة 1.1 %.
■ البطالة وفرص العمل
أما بالنسبة لوضع سوق العمل، فقد توقعت 80.6 % من الأسر أن يشهد مستوى البطالة ارتفاعًا في العام المقبل، مقابل 7.2 % فقط توقعت انخفاضه، و12.2% استقراره.
واستقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 73.4 نقطة مقابل ناقص 77.2 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 77.5 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.
كما أفادت 80.1 % من الأسر بأن الظروف غير ملائمة لشراء سلع مستديمة، في حين اعتبرت 8.1% أن الظروف تسمح بذلك.
واستقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 72 نقطة مقابل ناقص 71.9 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 72.9 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.
■ مؤشر ثقة الأسر
تُظهر نتائج استبيان الوضع الاقتصادي المستمر لدى الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، أنه في الربع الأول من سنة 2025، تحسنت معنويات الأسر بشكل طفيف مقارنة بالربع السابق وبالمقارنة مع نفس الربع من سنة 2024.
وقد بلغ مؤشر ثقة الأسر (ICM) 46.6 نقطة، بدلاً من 46.5 نقطة المسجلة في الربع السابق و45.3 نقطة في نفس الفترة من العام الماضي.
ورغم هذا التحسن الطفيف، يبقى مؤشر ثقة الأسر في مستوى سلبي، مما يعكس تفاؤلًا محدودًا في مواجهة التحديات الاقتصادية المستمرة، وفقا للمذكرة الإخبارية للمندوبية السامية للتخطيط.