ثقة تيفي
“الإعاقة ليست فرجة: كفى من الصور النمطية في الإعلام” ، هكذا عنونت 25 جمعية تنشط في مجال الإعاقة بالمغرب بيانا للرأي العام ينتقد الإعلان عن حملة خيرية تعتزم القناة الثانية تنظيمها بشراكة مع منظمة مدنية تشتغل في مجال الإعاقة.
وعبرت الشبكات والاتحادات الوطنية والجهوية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة الموقعة على البيان، والتي تطلق اليوم حركة الكرامة الآن، بالإضافة الى المنظمات الحقوقية، عن بالغ قلقها واستنكارها الشديد للإعلان الذي تبته القناة الثانية بشأن تنظيم حملة خيرية بأسلوب “تيليطون”، بشراكة مع مجموعة الودادية المغربية للمعاقين”، يوم 2 ماي 2025 المقبل.
واعتبر الموقعون على البيان أن الحملة التي تقوم على مقاربة إحسانية تختزل الإعاقة في صورة من الشفقة والمساعدة تسهم في تكريس الصور النمطية السلبية، وتشكل انتهاكا صريحا لكرامة الأشخاص دوي إعاقة، ولحقوقهم المشروعة في المشاركة الكاملة والمتساوية في المجتمع.
وأكدت الشبكات والاتحادات الوطنية والجهوية الموقعة على البيان أنه تحمل مجموعة الودادية المغربية للمعاقين المسؤولية الكاملة عن هذه المبادرة المسيئة وغير الحقوقية. و تؤكد على مسؤولية القناة الثانية بصفتها مرفقا عموميا ملزما باحترام حقوق الإنسان وحمايتها.
ودعا الموقعون على البيان الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) إلى تحمل مسؤولياتها كاملة عبر مراقبة مدى احترام المضامين الإعلامية للحقوق الأساسية للأشخاص المعاقين، والتدخل العاجل لوقف كل انتهاك أو استغلال.
كما دعوا جميع الفاعلين الإعلاميين إلى القطع مع المقاربات الإحسانية والاختزالية، وتبني خطاب إعلامي قائم على احترام الكرامة والحقوق والمساواة والعدالة، وإبراز المساهمات الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مجالات الحياة، بعيدا عن أي توظيف دعائي أو عاطفي.
وشدد البيان على أن تقديم الاشخاص ذوي الاعاقة كمواضيع للشفقة والإحسان، يفرغ المقاربة الحقوقية التي تبناها المغرب بمصادقته على الاتفاقية الدولية لذوي الاعاقة من مضمونها. ,يتعارض مع مقتضيات الدستور المغربي، خاصة الفصل 34 الذي يلزم السلطات بوضع سياسات عمومية للنهوض بحقوق هؤلاء المواطنات والمواطنين. ويتعارض مع أحكام القانون الإطار رقم 97.13 المتعلق بحماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والنهوض بها. ويخالف مقتضيات القانون 09.08 المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، خصوصا فيما يتعلق باستخدام الصور والمعطيات الشخصية دون ضمان الموافقة الحرة والمستنيرة واحترام الكرامة الإنسانية.
وأضاف البيان، توصلت ثقة تيفي بنسخة منه، أن بث هذا النوع من المحتويات عبر قناة عمومية مثل (2M) يشكل خرقا واضحا للقانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، خصوصا المادة 8 التي تلزم وسائل الإعلام السمعية البصرية بتعزيز حماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ضمن مضامينها.
بل الأسوأ من ذلك، يتنافى هذا التناول الإعلامي مع المادة 8 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادق عليها المغرب، والتي تلزم الدول الأطراف باتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمتع الاشخاص ذوي الاعاقة من كل حقوقهم في مختلف المجالات، من ضمنها في المجال الإعلامي، لضمان تقديم صورة تحترم كرامة وحقوق ومساهمات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومحاربة الأفكار النمطية والأحكام المسبقة والتمييز الغير مبرر.
وختم البيان بالقول إن كرامة الاشخاص ذوي الاعاقة حق أساسي ولا يمكن أن تكون موضوعا للمساومة أو الفرجة. حرر عن الشبكات والاتحادات وجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات الحقوقية الموقعة ادناء لائحة بأسماء الشبكات الاتحادات التحالفات جمعيات ذوي الإعاقة والمنظمات الحقوقية.