ثقة تيفي
في ظل أزمة ديموغرافية غير مسبوقة تواجه اليابان، تُعد ثقافة العمل الشاقة جزءًا أساسيًا من العوامل التي تسهم في تراجع معدلات المواليد.
وفقًا للبيانات الحكومية الأخيرة، تراجع عدد الأطفال في البلاد للعام 44 على التوالي، إذ بلغ عدد من هم دون 14 عامًا 13.66 مليونًا في الأول من أبريل 2025، مسجلًا انخفاضًا قدره 350 ألف طفل عن العام السابق.
تستمر معدلات الخصوبة في الانخفاض، إذ لا يزال متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم النساء ثابتًا عند 1.3، وهو بعيد عن المعدل المطلوب للحفاظ على استقرار السكان البالغ 2.1. وحسب نوع الجنس، هناك 6.99 مليون فتى و 6.66 مليون فتاة. حسبما ذكرت وكالة الانباء اليابانية.
ويعتبر الخبراء، أن الضغط الناتج عن ثقافة العمل في اليابان أحد الأسباب الرئيسية لتأجيل أو عدم اتخاذ قرار الزواج وتكوين أسرة من قبل الشباب.
تُعرف اليابان بثقافة العمل الشديدة التي تتطلب ساعات عمل طويلة، مما يترك الموظفين مع وقت محدود للحياة الشخصية، إذ يفضل العديد منهم التركيز على تطوير مسيرتهم المهنية بدلاً من تكوين أسرة.
الأرقام تشير أيضا إلى أن عدد الوفيات في اليابان تجاوز عدد المواليد في عام 2024، إذ تم تسجيل 1.62 مليون حالة وفاة مقابل 1.04 مليون مولود.
ومع ذلك، تواصل اليابان محاولاتها لتشجيع الشباب على الزواج وإنجاب الأطفال، عبر مبادرات متعددة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه الثقافة المؤسسية.
في ظل هذا الوضع، يتوقع الخبراء أن تستمر معدلات المواليد في الانخفاض على مدار العقود القادمة، مما يزيد من تفاقم مشكلة الشيخوخة السكانية. إذ يُتوقع أن ينخفض عدد سكان اليابان من 123.4 مليون إلى حوالي 88 مليونًا بحلول عام 2065.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن اليابان لديها ثاني أدنى نسبة للأطفال من بين 37 دولة يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة على الأقل، بعد كوريا الجنوبية بنسبة 10.6 في المائة.