فيما تطالب إسبانيا بإجراءات “عاجلة” في الأمم المتحدة لوقف القتل في غزة، لأربعاء، نددت ست دول أوروبية، بخطة إسرائيل الجديدة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية والسيطرة على غزة.
وأعربت الدول الست، من بينها إسبانيا وإيرلندا والنروج ،عن معارضتها “بشدة لأي تغيير سكاني أو في أراضي” القطاع الفلسطيني، مؤكدة أن ذلك سيشكل “انتهاكا للقانون الدولي”.
وقالت هذه الدول في بيان مشترك وقعت عليه سلوفينيا وأيسلندا ولوكسمبرغ أيضا، إن “أي تصعيد عسكري جديد في غزة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الكارثي بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين وتعريض حياة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين للخطر”.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، أن الوضع في قطاع غزة “هو الأشد خطورة على الإطلاق”، مضيفا أن “عمليات التهجير القسري للفلسطينيين” الذي تخطط له إسرائيل هو “رد غير مقبول”.
وقال ماكرون “لم يسبق قط أن ظل سكان محرومين من الرعاية الطبية وغير قادرين على إخراج الجرحى ومن دون غذاء ودواء وماء، كل هذه المدة”، مجددا دعوة دولة الاحتلال الإسرائيلي لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
++ الاتحاد الأوروبي: الوضع في غزة “لا يمكن أن يستمر”
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، أن الوضع في غزة “لا يمكن أن يستمر” على هذا النحو، فيما توعد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش، بتدمير القطاع بالكامل.
وأسفرت العمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن دمار واسع في غزة، مودية بحياة عشرات الآلاف ومثيرة كارثة إنسانية. ومنذ الثاني من مارس، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع حيث تعيش 2,4 مليون نسمة.
وإثر اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء، كتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، “ينبغي أن تستأنف المساعدة الإنسانية في شكل فوري وينبغي عدم تسييسها أبدا”.
واتهمت الأمم المتحدة من جهتها إسرائيل باستخدام المساعدة الإنسانية “كسلاح” حرب، مع إرسال “القنابل” بدلا من المياه والغذاء للغزيين.
والإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن خطته لتوسيع نطاق حملته والسيطرة على غزة التي صادق عليها المجلس الأمني المصغر تشمل تهجير “غالبية سكان” القطاع المدمر.
وتعيش الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة في شمال القطاع، خصوصا في مدينة غزة، وقد تم تهجير معظمهم مرارا منذ اندلاع الحرب.
وحذر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هاميش فالكونر الثلاثاء من أي محاولة تقوم بها إسرائيل لضم غزة، مؤكدا أنها ستكون “غير مقبولة”.
وبعد احتلال استمر 38 عاما، انسحبت إسرائيل من غزة سنة 2005. وبعد وصول حماس إلى السلطة، فرضت حصارا جو يا وبحريا وبر يا على القطاع لأكثر من 15 عاما.
++ ما مصير المفاوضات؟
وفي تصريحات لوكالة فرانس برس الثلاثاء، اعتبر عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم أنه “لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
لكن الدوحة أكدت أن “الجهود مستمرة” للتوصل إلى اتفاق على الرغم من صعوبة الموقف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن “جهودنا مستمرة على الرغم من صعوبة الموقف وعلى الرغم من الوضع الإنساني الكارثي المستمر في قطاع غزة… هناك صعوبة كبيرة جدا في إطار هذه المفاوضات ولكن … هناك اتصالات دائمة بين قطر والأطراف المعنية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية”.
وفجر الأربعاء، أعلن الدفاع المدني في غزة سقوط 31 قتيلا وعشرات الجرحى في غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا بفارق ساعات مدرسة، في حين أعلن الجيش الاحتلال أنه استهدف “مركز قيادة وسيطرة” تابعا لحماس.
واستدعت سلطات الاحتلال مؤخرا عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتوسيع عملياتها في غزة.
غير أن مسؤولا أمنيا رفيع المستوى أكد الإثنين أن “هامشا” ما زال متاحا للمفاوضات في مسعى إلى الإفراج عن الرهائن حتى نهاية زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة بين 13 و16 مايو.
++ ترامب ينشر الغموض
والثلاثاء، تعهد دونالد ترامب بـ”إعلان كبير جدا جدا” قبل سفره إلى الشرق الأوسط، لكن من دون تقديم أي تفاصيل في هذا الخصوص.
وفي أول تعليق له على خطة السيطرة والترحيل المعلنة، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ جميع الأطراف إلى “بذل مزيد من الجهود التي تضمن العودة الفورية للرهائن” وفق بيان صدر عن مكتبه.
وقتل ما لا يقل عن 52615 فلسطينيا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بحسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة في القطاع، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وسمحت سلسلة من المفاوضات الشاقة بين إسرائيل وحماس بالتوصل إلى هدنتين، الأولى في نوفمبر 2023 لمدة أسبوع والثانية في مطلع 2025 لشهرين، تم خلالهما الإفراج عن رهائن إسرائيليين في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف