أكدت دراسة حديثة أن مشروب طاقة واحد فقط أو صودا خالية من السكر تحتوي على مكون رئيسي يمكن أن يلحق الضرر بالأوعية الدموية، بما في ذلك التسبب في السكتة الدماغية.
الدراسة التي قدمها باحثون من جامعة كولورادو بولدر خلال قمة علم وظائف الأعضاء الأمريكية لعام 2025، كشفت عن التأثيرات السلبية لمُحلٍ صناعي يُعرف باسم الإريثريتول، والذي يُستخدم على نطاق واسع في المنتجات منخفضة السعرات مثل مشروبات الطاقة وألواح البروتين والمشروبات الغازية الخالية من السكر.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية أبحاث الأوعية الدموية، أن استهلاك كمية متوسطة من الإريثريتول، تُقدَّر بنحو 30 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم (ما يعادل تقريباً ثلاث علب من مشروب محلى يوميًا)، يمكن أن يؤدي إلى تقليص تدفق الدم في الأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 20%.
وأبرزت التجارب أن هذه المحليات تؤدي إلى زيادة في مستويات الجذور الحرة داخل خلايا الأوعية الدموية، ما يُضعف إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركب غازي يساعد في توسع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
وقد يؤدي هذا الخلل إلى رفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، إلى جانب ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتحفيز الشهية لتناول السكريات.
وفي تجربة إضافية شملت أكثر من 2,000 مشارك، وُجد أن تناول المشروبات المحلاة بالإريثريتول أو الخالية من السكر ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 16% مقارنة بمن تجنبوا تلك المنتجات.
وقال الدكتور أوبورن بيري، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: “بينما يُعتقد أن الإريثريتول بديل آمن للسكر، فإن نتائجنا تشير إلى أنه قد تكون له آثار ضارة على صحة الأوعية الدموية والدماغ على المدى الطويل.”
وفي وقت يتزايد فيه الإقبال على الإريثريتول باعتباره بديلاً “صحياً” للسكر، دعا الباحثون إلى توخي الحذر من استهلاكه المفرط، حتى في الكميات التي يُعتقد أنها معتدلة.
كما أوصوا الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشاكل في الأوعية الدموية بتقليل استهلاك المنتجات التي تحتوي عليه، واللجوء إلى بدائل طبيعية أكثر أماناً مثل العسل، شراب التمر، أو الستيفيا.