يحتفي العالم، اليوم السبت، بـ”يوم الكوفية العالمي”، الذي يصادف 11 ماي من كل عام، بوصفه مناسبة رمزية لإبراز الكوفية الفلسطينية كأحد أبرز معالم الهوية الوطنية والنضال الشعبي، وكجسر ثقافي عابر للحدود بات يُلهم حركات التضامن ويدعو إلى العدالة والحرية.
وتُعد الكوفية، التي انطلقت من الريف الفلسطيني كوشاح أبيض ارتداه الفلاحون حماية من الشمس والغبار، أكثر من مجرد قطعة قماش، إذ تطورت عبر التاريخ، خاصة في نسختها الشهيرة بالأبيض والأسود، لتُصبح رمزًا للصمود والمقاومة، لاسيما منذ ثورة 1936، حين ارتداها المقاومون الفلسطينيون لتوحيد صفوفهم وإخفاء ملامحهم.
وفي العقود الأخيرة، ساهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في ترسيخ حضور الكوفية على المستوى الدولي، بعدما ارتبطت صورته بها في مختلف المحافل، ما أسهم في تحويلها إلى رمز عالمي للكرامة والنضال من أجل الحقوق المشروعة.
وتتنوع مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم، إذ تشهد المدن الفلسطينية فعاليات تراثية وثقافية تشمل عروضًا فنية، ومسيرات طلابية، وورشًا توعوية حول تاريخ الكوفية ودلالاتها. كما يرتدي التلاميذ الكوفية في المدارس، وتتردد الأغاني الوطنية في الساحات والفضاءات العامة، تأكيدًا على الارتباط المتجدد بالهوية.
أما على الصعيد الدولي، فتشهد العديد من العواصم فعاليات تضامنية، حيث يعمد ناشطون ومناصرون للقضية الفلسطينية إلى ارتداء الكوفية والمشاركة في مظاهرات أو نشر صورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وسمَي يوم_الكوفية_العالمي و#KeffiyehDay، في رسالة رمزية تؤكد اتساع دوائر التعاطف العالمي.
وفي السنوات الأخيرة، أخذت الكوفية مكانها في مجالات فنية وإبداعية متعددة، من بينها تصميم الأزياء، والفن التشكيلي، والمسرح، حيث يستوحي فنانون ومصممون بصريون نقوشها لإنتاج أعمال تعبّر عن الانتماء والتاريخ والهوية.
ويؤكد متتبعون أن تجدد الاهتمام بالكوفية من طرف الأجيال الشابة، سواء داخل فلسطين أو في الشتات، يعكس استمرار حضورها كمكون ثقافي مقاوم. كما تعمل مؤسسات أكاديمية وفنية على توثيق تاريخ الكوفية وتقديمه للأجيال الجديدة باعتباره جزءًا لا يتجزأ من السردية الوطنية.
ويُعد “يوم الكوفية العالمي” لحظة رمزية لإعادة التأكيد على أن الهوية لا تُنسى، وأن الكوفية، بما تحمله من رموز، تظل راية مرفوعة في وجه محاولات الطمس والتغييب، وشهادة حية على شعب يصرّ على البقاء والكرامة.