ثقة تيفي
تصدر المغرب قائمة الدول الرائدة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، إذ تجاوزت تكاليف العمل لكل سيارة حدود 1,500 دولار (نحو13,900 درهم) في بعض المصانع، مما يضع المملكة في منافسة مباشرة مع بعض من كبرى الأسواق العالمية.
وبحسب أحدث التحليلات الصادرة عن تقرير “أوليفر وايمن”، أصبح المغرب مركزًا تنافسيًا هامًا للعديد من شركات السيارات العالمية، خاصة في مجال التصنيع منخفض التكلفة.
وأشار التقرير إلى أن “التكاليف المنخفضة للأيدي العاملة” إلى جانب “الزيادة المستمرة في الإنتاجية” قد ساعدت المغرب في تعزيز قدرته على استقطاب شركات مثل بيجو ورونو، اللتين تعتبران من أكبر اللاعبين في السوق العالمية.
وبلغت تكلفة العمل لكل سيارة في المغرب حوالي 1,502 دولارًا في 2024، وهي من بين الأدنى في سوق السيارات العالمية. كما أظهر التقرير أن تكاليف الإنتاج قد شهدت انخفاضًا بنسبة 15% مقارنة بالعام 2019، مما يعكس فعالية استراتيجيات التحسين المستمر التي يتبناها القطاع الصناعي في المملكة.
سجلت صناعة السيارات في المغرب نموًا ملحوظًا في الإنتاج، إذ ارتفعت نسبة الإنتاج إلى 29% في عام 2024 مقارنة بالعام الماضي. وهذه الزيادة تعتبر مؤشرًا على أن البلاد تتجه لتكون أحد المراكز الرئيسة في إنتاج السيارات، في ظل تزايد الاستثمارات الأجنبية في قطاعه الصناعي. ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي، مما يعزز من قدرة المغرب على منافسة الأسواق العالمية الكبرى.
يأتي هذا النمو في وقت يشهد فيه العالم الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، إذ يهدف المغرب إلى تعزيز إنتاج هذه السيارات التي تعد جزءًا من التحول العالمي نحو النقل المستدام. ويؤكد هذا الاتجاه التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الابتكار في صناعة السيارات، مع التركيز على تقليل التأثيرات البيئية من خلال تقنيات الإنتاج المستدامة.
مع استمرارية هذه الاتجاهات، يبقى المغرب في موقع قوي لجذب المزيد من الاستثمارات في صناعة السيارات الكهربائية، مستفيدًا من تكاليف العمالة التنافسية ووجود مصانع حديثة على غرار النموذج الأوروبي المتطور. ويعزز المغرب بذلك من موقعه كمركز رائد في صناعة السيارات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
أما بالنسبة لبقية الدول، فإن اليابان وألمانيا تظل من بين الدول ذات التكلفة العالية في صناعة السيارات. على سبيل المثال، يبلغ متوسط تكلفة العمل لكل سيارة في ألمانيا حوالي 3,307 دولارات، وهي الأعلى في العالم بين الدول المنتجة للسيارات.
تعود هذه التكاليف إلى قوة النقابات العمالية والقيود الصارمة على ساعات العمل، بالإضافة إلى تعقيد العمليات الإنتاجية التي تتطلب المزيد من المكونات المستقلة.
كما تؤثر تكاليف الإنتاج المرتفعة في ألمانيا على إجمالي تكاليف التصنيع، والتي تشمل أيضًا الاستهلاك العالي لرأس المال والاستهلاك المرتفع للمعدات.
أما في اليابان، فتسجل تكاليف العمل لكل سيارة حوالي 769 دولارًا، وهي من بين الأدنى بين الدول الصناعية الكبرى. ومع ذلك، تبقى تكاليف العمالة في اليابان أقل مقارنة بألمانيا، حيث تتمتع الشركات اليابانية بتركيز أعلى على الإنتاجية، مما يعزز من قدرتها التنافسية على المستوى العالمي.
في الولايات المتحدة، بلغ متوسط تكلفة العمل لكل سيارة حوالي 1,341 دولارًا في 2024، مما يعكس تأثير مفاوضات الاتحاد العمالية الأخيرة في 2023، والتي أسفرت عن زيادات تاريخية في الأجور. ولكن رغم هذه الزيادة، تظل الولايات المتحدة في المرتبة الوسطى بين الدول المصنعة للسيارات.
على الجانب الآخر، تمثل المكسيك أحد المراكز الرئيسية لتصنيع السيارات منخفضة التكلفة، حيث تبلغ تكلفة العمل لكل سيارة حوالي 880 دولارًا، مما يجعلها واحدة من الدول الأكثر تنافسية في هذا القطاع.
تتزايد استثمارات شركات السيارات الألمانية واليابانية والكورية الجنوبية في المكسيك بفضل تكاليف العمالة المنخفضة والقدرة على الوصول إلى الأسواق الأمريكية.
تتمتع الصين بتكلفة عمل منخفضة لكل سيارة تصل إلى 585 دولارًا، مما يجعلها من أبرز الوجهات للتصنيع منخفض التكلفة. يعود ذلك إلى الأجور المنخفضة والإنتاجية العالية بين الشركات الصينية، بالإضافة إلى الكفاءة العالية في سلسلة التوريد. ومع ذلك، هناك تفاوت كبير في تكاليف العمالة بين الشركات الصينية المحلية والشركات الغربية التي تقيم مشاريع مشتركة في الصين، حيث تتمتع الشركات الغربية بعمالة أكثر تطورًا تتماشى مع العمليات الغربية.