ثقة تيفي
يواصل المغرب تعزيز موقعه في سوق البذور، الذي بلغت قيمته 34.138 مليار دولار أمريكي في عام 2021. ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 2.17% خلال الفترة ما بين 2025 و2030، وفقًا لتقرير صادرعن مؤسسة الأبحاث والاسواق “ريسرش آند ماركتس. “
تُعد تجارة البذور من الركائز الأساسية لتطوير نظام غذائي مستدام، كما باتت تلعب دورًا محوريًا في إنتاج الأعلاف الحيوانية والمواد الحيوية والطاقة الخضراء، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي في المجال الزراعي.
ويعتمد المغرب بشكل كبير على أوروبا لتوريد بذور الخضروات والحبوب، لا سيما في ظل سعيه لتحسين جودة المحاصيل وتعزيز قدرتها على تحمل الجفاف. وتشكل بذور الخضروات الجزء الأكبر من المبادلات التجارية المرتبطة بالقطاع.
على الصعيد القاري، يُقدّر حجم سوق البذور في إفريقيا بـ3.15 مليار دولار أمريكي في عام 2025، ومن المتوقع أن يبلغ 3.99 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدر بـ4.84%.
ووفقا للتقرير، يُظهر هذا النمو المتسارع تحوّلًا تدريجيًا نحو البذور الهجينة، والتي شكّلت 60.2% من سوق البذور الإفريقية في عام 2022، نظرًا لغلتها المرتفعة ومقاومتها للآفات.

وبالرغم من التحفظات المرتبطة بالتقنيات المعدلة وراثيًا، فإن الكائنات المعدلة بدأت تأخذ موقعها في الزراعة الإفريقية. فقد وافقت 5 دول فقط – منها جنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا – على زراعة المحاصيل المعدلة وراثيًا، والتي تركزت أساسًا في الأصناف المقاومة للحشرات أو لمبيدات الأعشاب.
في جنوب إفريقيا، مثلًا، سيطر فول الصويا على سوق البذور المعدلة وراثيًا بنسبة 71.3%، تليه الذرة والقطن.
وفيما يتعلق بالبذور مفتوحة التلقيح والمشتقات الهجينة، فقد استحوذت على 39.8% من السوق القارية في عام 2022، مع توسع في المساحات المزروعة التي بلغت 30 مليون هكتار، مدفوعة بانخفاض التكلفة وإمكانية إعادة استخدام البذور. وتعتمد شريحة واسعة من صغار المزارعين على هذه الأصناف، ما يعزز من استمرار الطلب عليها خلال السنوات المقبلة.
ويُتوقع أن يلعب المغرب دورًا متزايد الأهمية في المشهد الزراعي الإفريقي، لاسيما عبر الاستثمار في الابتكار الزراعي وتحديث منظومة البذور، بما يضمن الأمن الغذائي ومواكبة التغيرات البيئية.