ثقة تيفي
أعلنت الصين عن تقديم تبرع بقيمة 500 مليون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية، لتصبح بذلك أكبر مانح حكومي للمنظمة، متجاوزة الولايات المتحدة التي تراجعت عن التزاماتها التمويلية في السنوات الأخيرة.
يأتي هذا الدعم الصيني في إطار تحرك استراتيجي لتعزيز النفوذ الدولي لبكين وتوسيع دورها القيادي في الشؤون الصحية العالمية، ويهدف إلى سد فجوة تمويلية حيوية خلّفها انسحاب واشنطن من بعض مجالات التعاون الدولي.
وجاء الإعلان في سياق أعمال جمعية الصحة العالمية الـ78 المنعقدة في جنيف، والتي شهدت أيضًا تعهد قادة العالم بتقديم أكثر من 170 مليون دولار إضافية لدعم صندوق الاستثمار الخاص بمنظمة الصحة العالمية، تعزيزًا للتمويل المتعدد الأطراف واستدامة موارد المنظمة خلال الفترة من 2025 إلى 2028، وذلك وفقًا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
كما وافقت الدول الأعضاء في الجمعية على زيادة الاشتراكات المقررة بمقدار 90 مليون دولار سنويًا، في خطوة تُعد أساسية نحو تمويل أكثر استقرارًا ومرونة للمنظمة.
وشملت هذه التعهدات مساهمات من دول ومؤسسات بارزة، من بينها: أنغولا (8 ملايين دولار)، قطر (6 ملايين دولار)، السويد (13.5 مليون دولار)، سويسرا (80 مليون دولار)، ومؤسسة نوفو نورديسك (57 مليون دولار)، إلى جانب مساهمات من كمبوديا، الصين، الغابون، منغوليا، تنزانيا، ومؤسسات خيرية مثل مؤسسة ELMA للقاحات، ومؤسسة بوتنار، ومؤسسة نيبون.
وتوسعت دائرة التبرعات لتشمل مساهمات فردية من مواطنين حول العالم عبر حركة “عالم واحد”، إذ ساهم نحو 8000 شخص بما يقارب 600,000 دولار أمريكي، معظمها على شكل تبرعات شهرية.
وشدد المسؤولون على أن التمويل المرن والمتنوع هو مفتاح ضمان استجابة فعّالة من المنظمة للأزمات، وتوجيه الدعم بما يتماشى مع الأولويات الصحية الوطنية، خاصة في ظل سعي المنظمة إلى أن تكون أصغر حجماً، أكثر كفاءة، وأقوى تأثيرًا.
ويُعد هذا الحدث محطة مفصلية في مستقبل الصحة العالمية، مع تحوّل ملحوظ في موازين القوى داخل المنظومة الدولية، وسط تأكيد جماعي على ضرورة التضامن لتحقيق هدف “عالم واحد من أجل الصحة”.
