في تقليد سنوي يجسد تعظيم شعائر الله، شهدت الكعبة المشرفة رفع جزء من كسوتها بنحو 3 أمتار من الأسفل، في إجراء يسبق موسم الحج.
يهدف هذا الإجراء إلى حماية الكسوة من التلف أو التمزق نتيجة الزحام الشديد حول الكعبة، إضافة إلى منع بعض الحجاج من قطع أجزاء منها طلبًا للذكرى أو التبرك.
وتُغطى الأجزاء المرفوعة بقماش قطني أبيض بعرض 2.5 متر وطول 54 مترًا من الجهات الأربع، ضمن خطوات تنظيمية لا تُعد من العبادات، بل ترتبط بحكمة إجرائية تختلف باختلاف الزمان والظروف.
يُعرف هذا الإجراء بـ”تشمير الكعبة”، ويُطلق عليه العامة “إحرام الكعبة”، تشبيهًا بحال الحجاج عند دخولهم في النسك.
ويُعد رفع الكسوة من أبرز مظاهر العناية الدورية بالكعبة المشرفة، إلى جانب أعمال الصيانة والترميم، وتجديد الكسوة بالكامل في الـ 9 من ذي الحجة من كل عام، في مشهد روحاني يترقبه المسلمون في أنحاء العالم.
وتعود جذور هذا التقليد إلى العصور الإسلامية الأولى، إذ كان يتم طي ستار الكعبة، المصنوع من الحرير الأسود والمطرز بآيات قرآنية، إلى الأعلى، ليتمكن الطائفون من رؤية جدرانها مرفوعة.
وتشير مصادر تاريخية إلى أن أول عملية لرفع الكسوة تمت في العصر العباسي، حيث ظهر أسفل الكعبة إزار أبيض يشبه لباس الإحرام.
كما ذكر الرحالة ابن جبير وابن بطوطة أن رفع أستار الكعبة كان يتم في اليوم الـ 27 من شهر ذي القعدة، إلى نحو قامة ونصف من الجدران من الجهات الأربع، وكان يُعرف في ذلك الوقت بـ”إحرام الكعبة”، وتظل الكسوة مرفوعة حتى الوقفة بعرفة.