من بين كل الإعلانات اللافتة التي رافقت زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط الشهر الماضي، كان هناك إعلانٌ واحدٌ أبهجه بطريقة مختلفة عن باقي الأخبار، لا علاقة له بالمال أو القوة العسكرية، بل يتعلق بقطط ضخمة، نادرة، ساحرة، ومفترسة.
عندما أصدرت إدارة البيت الأبيض نشرتها الإعلامية التي استعرضت فيها الاستثمارات التي قال إنه أبرمها مع السعودية، برز في أسفلها سطرٌ واحد يقول “إنشاء معرض مخصص في واشنطن للفهد العربي المهدد بالانقراض.”
لطالما سعت حديقة سميثسونيان الأمريكية للحيوانات إلى الحصول على زوج من الفهود العربية، والآن وافق السعوديون على إرسال اثنين منها للعيش في حديقة الحيوانات الوطنية، في إطار برنامج للحفاظ على الأنواع المهددة، وهو ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة.
في خطوة تذكر بالبادرة الدبلوماسية التي قامت بها الصين عام 1972 حين أرسلت زوجًا من دبّي الباندا إلى الحديقة الوطنية في واشنطن، أعلنت السعودية عن نيتها إرسال نمور عربية نادرة إلى العاصمة الأمريكية ضمن برنامج مشترك للحفاظ على البيئة.
في 13 مايو، أعلنت حديقة سميثسونيان الأمريكية، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا في السعودية، عن اتفاق يتعلق بالحفاظ الدولي وإعارة نمور عربية نادرة ومهددة بالانقراض من السعودية إلى الولايات المتحدة.
تُعد النمور العربية من أندر أنواع النمور في العالم، إذ يُقدر عددها بأقل من 200 فرد في البرية. تعيش هذه الأنواع المفترسة في المناطق الجبلية الصحراوية بشبه الجزيرة العربية، وتتميز بفراء يميل إلى اللون الرملي مع بقع سوداء مميزة تساعدها على التمويه في بيئتها الطبيعية.
ويُقدّر عدد النمور العربية التي تعيش في مجموعات صغيرة ومعزولة في الشرق الأوسط، في دول مثل عُمان واليمن، بأقل من 120 نمرًا، وفقًا لتقديرات معهد سميثسونيان.
أثناء زيارة ترامب للسعودية، كانت براندي سميث، مديرة حديقة سميثسونيان الوطنية للحيوانات، حاضرة في القصر الملكي بالرياض، وقالت إن ترامب كان مفتونًا بحجم النمور وخطورتها، وسأل أسئلة من قبيل: “كم يبلغ حجمها؟ ماذا تأكل؟ ما مدى خطورتها؟”.
يُعرف عن ترامب حبه للحيوانات المفترسة رغم أنه لا يملك حيوانات أليفة ولا يمارس الصيد. وفي عام 2015، كاد أن يتعرض لهجوم من نسر أصلع أثناء تصوير جلسة مع مجلة “تايم” في برج ترامب، وقال يومها “هذا الطائر خطير فعلاً… لكنه جميل!”
استغرقت جهود حديقة الحيوانات الوطنية لاستقدام هذه النمور عدة أشهر من التنسيق مع السلطات السعودية لاختيار زوج مثالي وراثيًا لضمان نجاح برنامج التكاثر في بيئة آمنة. وأكد مسؤولو الحديقة أنه سيتم إنشاء موطن خاص للنمور يراعي ظروفها البيئية ويلبي احتياجاتها الطبيعية.
لا تزال الحاجة قائمة لبناء مكان مناسب لها، ولم يُحدد بعد الزوج المحدد من النمور، لكن إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، ستصل هذه القطط إلى العاصمة في فترة رئاسة ترامب الحالية.