تقطعت السبل بثمانية مهاجرين غير نظاميين و13 ضابطًا من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في قاعدة عسكرية أمريكية بجيبوتي، وسط ظروف توصف بأنها “خطرة وغير إنسانية”، وذلك بعد أن أوقفت محكمة فيدرالية في بوسطن رحلة ترحيل كانت متجهة إلى جنوب السودان أواخر مايو الماضي.
المهاجرون، وهم من كوبا وفيتنام وميانمار ولاوس والمكسيك وجنوب السودان، كانوا في طريقهم للترحيل بعد إدانتهم بجرائم جنائية خطيرة تشمل القتل، والشروع في القتل، والاعتداء الجنسي، والسطو المسلح، وفقًا لسجلات المحكمة.
لكن القاضي الفيدرالي بريان إي. مورفي أمر بإيقاف الرحلة، معتبراً أن الترحيل ينتهك حقوق المهاجرين في تقديم طلبات حماية إنسانية، لا سيما عند ترحيلهم إلى دول لا يحملون جنسيتها وقد يتعرضون فيها للتعذيب، وهو ما يتنافى مع اتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي عام 1994.
وبدلاً من إعادتهم إلى الأراضي الأمريكية، قامت إدارة ترامب بنقلهم إلى قاعدة “كامب ليمونييه” الأمريكية في جيبوتي، حيث تم احتجازهم مؤقتًا داخل حاوية شحن معدنية، جرى تحويلها إلى غرفة احتجاز، وفق إفادة قضائية قدمتها ميليسا هاربر، وهي مسؤولة بارزة في إدارة ICE.
وكشفت هاربر أن ظروف الاحتجاز في القاعدة شديدة القسوة، إذ يضطر 13 ضابطًا لتقاسم ستة أسرّة داخل الحاوية، وسط درجات حرارة تتجاوز 38 درجة مئوية نهارًا، في غياب أجهزة التبريد أو أي وقاية من الملاريا، التي لم يُلقّح الضباط ضدها مسبقًا. كما أشارت إلى أن الانبعاثات الصادرة عن حفر حرق النفايات في محيط القاعدة أدّت إلى تهيّج حاد في الجهاز التنفسي لبعض أفراد الطاقم.
ويخضع المحتجزون لإجراءات يومية صارمة تشمل الاستحمام مرة واحدة فقط يوميًا، وتفتيشًا جسديًا خلال الذهاب إلى دورة المياه التي تبعد قرابة 40 ياردة عن مكان احتجازهم. وتُفاقم الإضاءة الضعيفة في المنطقة من المخاطر الأمنية أثناء التنقل الليلي.
وأكدت هاربر أن الضباط والمهاجرين بدأوا يعانون من أعراض عدوى بكتيرية في الجهاز التنفسي العلوي بعد 72 ساعة فقط من الوصول، منها السعال، صعوبة التنفس، الحمى، وآلام المفاصل. ورغم توفير علاجات مبدئية مثل أجهزة الاستنشاق، وخافضات الحرارة، وقطرات العين، فإن الفريق لم يتمكن من إجراء فحوصات دقيقة لتشخيص المرض، كما أن الإمدادات الطبية “محدودة وغير مضمونة الاستمرار”، بحسب تعبيرها.
منظمات حقوقية وصفت هذه الخطوة بأنها “انتهاك جسيم للقانون الدولي يتم عبر أراضٍ عسكرية خارج رقابة القضاء الفيدرالي”، محذرة من تداعياتها على مبدأ المحاكمة العادلة وحقوق اللاجئين.
من جهتها، حذّرت السلطات الأمريكية من تهديدات أمنية وشيكة، بما في ذلك احتمال تعرض القاعدة لهجمات صاروخية من جماعات إرهابية تنشط في اليمن، في وقت لم تكن فيه فرق ICE مزودة بأي دروع واقية أو تجهيزات للحماية الذاتية.
المصدر: وكالات