في خطوة نادرة بحق رئيس سابق، قررت السلطات الفرنسية تجريد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي من وسام جوقة الشرف، أعلى وسام رسمي في البلاد، وذلك عقب تثبيت الحكم عليه بالسجن لمدة عام نافذ بتهمة الفساد.
يأتي هذا القرار بعد أن أصبحت إدانة ساركوزي نهائية، بعد رفض محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية في فرنسا، الاستئناف الذي تقدم به في ديسمبر الماضي.
ويُجرد أي حامل للوسام تلقائياً في حال صدور حكم قضائي نهائي بالسجن لمدة عام أو أكثر، أو الإدانة بجريمة خطيرة.
ساركوزي، الذي تولى رئاسة الجمهورية بين عامي 2007 و2012، أدين في ما يُعرف بقضية “التنصت”، والتي كشفت عن اتفاق فاسد بينه وبين قاضٍ رفيع في محكمة النقض عام 2014، كان الهدف منه الحصول على معلومات سرية مقابل وعد بمنصب رفيع في موناكو.
وبهذا القرار، يصبح ساركوزي ثاني رئيس فرنسي يُجرد من هذا الوسام بعد المارشال فيليب بيتان، الذي سُحبت منه الأوسمة عام 1945 عقب إدانته بالخيانة العظمى إبان الحرب العالمية الثانية.
وتضاف هذه القضية إلى سلسلة من الملفات القضائية التي تلاحق الرئيس السابق، من أبرزها محاكمته مطلع عام 2025 في قضية التمويل غير المشروع لحملته الانتخابية عام 2007، والتي يُشتبه فيها بتلقيه أموالاً بملايين الدولارات من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وينتظر أن يصدر الحكم في هذه القضية بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
ورغم نفيه المستمر لجميع التهم الموجهة إليه، فإن هذه التطورات القضائية تُعد سابقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية وتلقي بظلالها على إرث ساركوزي السياسي.