ثقة تيفي.
كشف علماء يوم الاثنين ( 4 مارس) عن أول دراسة متعمقة لكثبان نجمية في المغرب، تحدد مدة تشكلها وفحص بنيتها الداخلية.
وأدى بحث تأريخ الكثبان الرملية النجمية في جنوب شرق المغرب، المعروفة باسم “للا عالية”، التي تعني “أعلى نقطة مقدسة” بالبربرية، إلى أن عمرها يبلغ 13 ألف عام.
ويقول الباحثون، إن هذا الاكتشاف قد يكون له آثار عملية على مشاريع التطوير بالقرب من الكثبان النجمية، التي تقع داخل الصحراء الكبرى في بحر رملي صغير يسمى “عرق الشبي” على بعد حوالي (5 كم) من مدينة مرزوكة.
و أظهر البحث الذي نُشر في مجلة” “Scientific Reports”، أن هذه الرمال نمت لمدة 4 آلاف عام تقريبًا، ثم توقفت عن النمو لمدة 8 آلاف عام تقريبًا.
كما قرر العلماء، أن كثبان “للا عالية” تتحرك غربًا، بسرعة تبلغ حوالي (0.5 متر) سنويًا، وأنها منذ حوالي ألف عام، بدأت تنمو بسرعة مرة أخرى، وتأخذ شكلها النجمي المميز.
وترتفع الكثبان النجمية بـ 100 متر ويبلغ عرضها 700 متر، وتحتوي على حوالي 5-1/2 مليون طن متري من الرمال.
واستخدم الباحثون من جامعات أبيريستويث، وبيركبيك، وكلية لندن الجامعية، رادارًا مخترقًا للأرض للنظر داخل الكثبان الرملية، واستخدموا تقنيات “التأريخ التلألؤي” لتحديد متى تعرضت الحبات الرملية آخر مرة لأشعة الشمس، والكشف عن عمرها.
وأعرب البروفيسور جيف دولر، من قسم الجغرافيا وعلوم الأرض بجامعة أبيريستويث، عن دهشته قائلاً: “من المحتمل أن تفاجئ هذه النتائج الكثير من الناس، حيث يمكننا أن نرى مدى سرعة تشكل هذا الكثبان الرملية الهائلة وتحركها عبر الصحراء بمعدل حوالي 50 سم في السنة، وتعد هذه الكثبان النجمية إحدى عجائب الدنيا الطبيعية في العالم “.
وقال دولر، “من الأرض تبدو تلك الكثبان مثل الأهرامات، لكن من الجو ترى قمة تتفرع منها أذرع مشعة في 3 أو 4 اتجاهات بحيث يصبح شكلها مثل النجوم”.
واعتبر أن الكثبان الرملية تشكلت لأن الرياح تهب في اتجاهين متعارضين – من الجنوب الغربي والشمال الشرقي – مما يؤدي إلى تراكم الرمال، مشيرا إلى أن هناك رياحا ثالثة ثابتة تهب من الشرق وتحول الكثبان الرملية ببطء إلى الغرب بمعدل حوالي 50 سنتم في السنة.
وأشار عضو الفريق العلمي، إلى أن قاعدة الكثبان استمرت في التشكل حتى حوالي 9000 سنة مضت، وقال ” يمكننا أن نرى آثارًا لجذور النباتات القديمة، مما يشير إلى أن الكثبان الرملية كانت مستقرة بسبب النباتات. ويبدو أنها بقيت على هذا الحال لمدة 8000 سنة تقريبًا، ثم بدأ المناخ يتغير مرة أخرى وبدأت هذه الكثبان النجمية في التشكل”
وقال دولر “نحن لا ننظر إلى متى تشكلت الرمال (لأن ذلك حدث منذ ملايين السنين)، لكن تركيزنا كان منصبا على فترة ترسبها”، موضحا أنه كلما طالت مدة دفن الرمال تحت الأرض، فإنها تتعرض للمزيد من النشاط الإشعاعي وازدياد الطاقة التي تتراكم في داخلها. ونبه إلى أنه “عندما تُكشَف الحبيبات في المختبر، فإن الطاقة تنطلق على هيئة ضوء، مما يمكننا من معرفة عمرها”
وتعرف الكثبان النجمية أيضا باسم “الكثبان الهرمية” بسبب أشكالها المميزة، وارتفاعها الشاهق الذي قد يصل إلى مئات الأمتار، وتنتشر في قارة آسيا وأميركا الشمالية وأفريقيا، كما يوجد شبيه لها في كوكب المريخ.
ويعود أقدمها إلى حوالي 250 مليون سنة مضت، وقد تم العثور عليها في اسكتلندا، فيما توجد أكبر الكثبان النجمية على وجه الأرض في صحراء بادين جاران في غرب الصين.