كشفت دراسة نشرتها مجلة “ساينس أدفانس” في 2019، تحت عنوان “ارتفاع خطر انقراض أنواع من البن البري يهدد صناعة القهوة حول العالم”، أن 60% من أنواع البن البري مهددة بالانقراض خلال العشرين سنة القادمة بفعل الجفاف وتغير التربة.
وتوصلت الدراسة التي قادها رئيس “أبحاث القهوة في الحدائق النباتية الملكية” في المملكة المتحدة، إلى أن 124 نوعا معروفا في جنس القهوة، معظم المستهلكين يشرب نسخا مستأنسة من نوعين فقط هما: قهوة أرابيكا التي تمثل ثلثي السوق العالمية، وقهوة روبوستا.
و كشفت الدراسة، أن “أرابيكا” معرضة بشكل خاص للأمراض مثل فطر صدأ أوراق القهوة المدمر، وكذلك هجين “أرابيكا” و “روبوستا”.
وجد الباحثون في دراسة منفصلة، أنه مع الأخذ في الاعتبار تغير المناخ، وباستخدام بيانات الاستشعار عن بعد، يمكن أن ينخفض عدد سكان “أرابيكا” البرية إلى النصف بحلول عام 2080، وهي النتائج التي نشرت في مجلة غلوبال تشينج بيولوجي.
ويوضح آرون ديفيس أن النتائج تشير إلى أن أنواع القهوة البرية التي كانت تعتبر منخفضة المخاطر، “يمكن أن تكون في الواقع معرضة لخطر أكبر بفعل تغير المناخ”.
وأثر المناخ بشكل واضح خلال السنوات الماضية في زراعة البن خاصة الأنواع البرية في المناطق ذات المناخ الاستوائي مثل البرازيل وكينيا وإندونيسيا وبنغلاديش.
فيما تغير المناخ أثر إيجابيا في زراعة البن في مناطق تغير المناخ فيها إلى مناخ يشبه المناخ المناسب لزراعة البن، كبعض المناطق في جنوب السعودية واليمن وعُمان.
يذكر، أن البرازيل وفيتنام يعتبران أكبر منتجين لحبوب البن حول العالم، إذ يمثل إنتاج البرازيل من البن ما يقرب من 40% من حجم الإنتاج العالمي، قبل أن تنخفض معدلات خلال فترات متقاربة في الأعوام الثلاثة الماضية بفعل موجات صقيع.
وحسب تقرير المنظمة الدولية للقهوة لعام 2023، فإن أسعار الروبوستا بلغت أعلى مستوى لها منذ 25 عاما، بمتوسط 135 سنتا أميركيا لكل رطل، حيث حقق سعر الروبوستا أكبر نمو بنسبة 10.5%، وهو أعلى مستوى منذ ماي 1995.
وتوقع التقرير، أن تؤدي ظاهرة النينو إلى إضعاف التوقعات للإنتاج في آسيا، وخاصة بالنسبة للبلدان ذات الأصول مثل إندونيسيا، حيث انخفضت صادرات القهوة بجميع أشكالها من آسيا من 18.0% إلى 3.12 مليون كيس في نونبر2023.
ويُعزى التراجع بشكل أساسي إلى إندونيسيا، حيث انخفضت صادراتها بنسبة 45.2% بسبب انخفاض الحصاد في عام القهوة 2023/24، على خلفية الأمطار الغزيرة التي ألحقت أضرارا بالمحصول.
وانخفضت صادرات القهوة بجميع أشكالها من أفريقيا بنسبة 13.5% إلى 1.01 مليون كيس في نونبر 2023، مقابل 1.16 مليون كيس في نونبر 2022، حيث تأثرت أوغندا -أكبر منتِج ومصدر لبن روبوستا في أفريقيا- بسبب تأخر موسم الحصاد، مما أثر سلًبا في توافر الإمدادات.
وبحسب المنظمة الدولية للقهوة فإن انخفاض الإنتاج في آسيا وأفريقيا يعود إلى الظروف الجوية المعاكسة التي أثرت في المنتجين الرئيسيين ولاسيما فيتنام وكوت ديفوار وأوغندا.
ويضيف التقرير أن الأميركتين خففتا من حجم الإنتاج بفعل الظروف الجوية المعاكسة التي أثرت سلبا في المحاصيل الخضراء للبن.
وأرجع تقرير منظمة القهوة الدولية ارتفاع نمو مؤشر سوق القهوة في نهاية دجنبر 2023 إلى أعلى مستوى له منذ 9 أشهر إلى “التوترات في البحر الأحمر على بعض خطوط الشحن وإعادة توجيه سفنها التي تحمل القهوة، وخاصة في نقل البن من جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا في طريقه إلى أوروبا، وهي من العواقب غير المقصودة التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن، حيث قامت بعض شركات الشحن بإدخال رسوم إضافية لتأمين السفن ولمراعاة فترات العبور الممتدة”.