عزيزة الزعلي.
كشف تقرير لمنظمة السلام الأخضر الدولية، المعروفة بـ”غرينبيس”، أن المغرب من بين الدول الأفريقية التي تعرف نسبا متوسطة لتلوث الهواء، مقارنة مع باقي دول القارة.
وأوضحت “غرينبيس”، ضمن تقرير مشترَك أعدّته بتعاون مع فرعها في شمال أفريقيا، أن 53 في المائة من تلوث الهواء في المغرب، ناتج عن مخلفات قطاع الصناعة، ويُعزى ما يقرب من 35 في المائة إلى الغبار، في حين تؤدي حركة المرور إلى التلوث بواقع 13 في المائة.
وعلى الرغم من أن المغرب يصنف ضمن 19 دولة (من أصل 54 دولة) تضع معايير لجودة الهواء على مستوى القارة الأفريقية، فقد نبه التقرير إلى تلوث الهواء بمدينة القنيطرة.
وتابع المصدر ذاته، أن ساكنة المدينة تربط الغبار الأسود المتطاير بمحطة كهرباء صناعية قريبة، في حين توضح النتائج المتوصل إليها بعد بحث ميداني، إلى أن الغبار ناتج عن احتراق الوقود الثقيل.
ومن بين أكبر 10 نقاط ساخنة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أفريقيا، قال التقرير، توجد اثنتان في المغرب، ترتبطان بمحطات توليد الكهرباء في المحمدية والجرف الأصفر وآسفي.
وأضاف التقرير، أنه في عام 2023، شهد انبعاث ثاني أكسيد الكبريت تراجعا في محطتين طاقيتين، حيث سجلت محطة كهرباء آسفي انخفاضا كبيرا بنسبة 67%، كما شهدت محطة الجرف الأصفر للطاقة الحرارية انخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 19% مقارنة ببيانات عام 2021، ومع ذلك، سجلت محطة توليد الكهرباء بالفحم في المحمدية زيادة بنسبة 54% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال نفس الفترة.
هذا في وقت شدد فيه التقرير، على أنه يمكن أن يؤدي تحسين مؤشرات جودة الهواء إلى ربح سنة كزيادة في مؤشر الحياة مقارنة مع ما بين 1,3 و2,9 سنة بالقارة.
وشدد التقرير على أن أحد أنواع تلوث الهواء، والمسؤول عن التأثيرات على الصحة، هو الذي تنتجه الأسر، حيث تستخدم نسبة كبيرة الوقود الصلب لأغراض الطهي.
ونوه التقرير بضرورة تشجيع الحكومة على حلول الطهي النظيفة، لكون الوصول إلى الكهرباء النظيفة قليلة التكلفة، ستمكن من تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والصلب.
وكشف التقرير، وهو بعنوان “كشف القناع عن أبرز المتسببين في تلوث الهواء في القارة الإفريقية”، أن جنوب أفريقيا أكثر الدول الملوثة للهواء، حيث تضم 9 من أصل أكبر 10 محطات نفطية حرارية على المستوى العالمي.
وأكد المصدر ذاته، أن الوفيات المبكرة المسجَّلة سنويًا في القارّة الإفريقية، سببها التعرّض لتلوّث الهواء، والذي يرتبط بمصادر طبيعية وأخرى بالنشاط الإنساني (حرق الوقود الصلب والأحفوري، النشاط الصناعي، النقل والمواصلات، حرق النفايات، الحرائق الغابوية).
ووفقاً لتوقعات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن العدد السنوي للوفيات المبكرة المرتبطة بتلوث الهواء الخارجي سيرتفع من 930 ألفاً في عام 2030، إلى 1.6 مليون في عام 2063.
و شدد التقرير على الحاجة إلى معايير قانونية راسخة لجودة الهواء، ورصد محسَّن له، وإجراءات للحد من حرق النفايات، واستثمارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وبخاصة في ما ينطبق على قطاع الطاقة.