قتل سبعة عاملين في منظمة غير حكومية أميركية توزع مساعدات غذائية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة بضربة إسرائيلية الإثنين، على ما أفادت المنظمة الإغاثية الثلاثاء معلنة وقف عملياتها في المنطقة.
وقالت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” التي تتخذ مقرا في الولايات المتحدة في بيان “قتل سبعة عناصر من فريقنا في غزة بضربة نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية”.
وأوضحت أن بين القتلى مواطنين “من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطيني”. كما أعلنت “تعليق عملياتها في المنطقة”.
وكانت المنظمة ذكرت في بيان سابق أنهم قتلوا “فيما كانوا يعملون لدعم رسالتنا الإنسانية بتسليم طعام في غزة”، منددة بـ”مأساة”.
وشاركت المنظمة بشكل نشط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر، في عمليات الإغاثة ولا سيما بتوزيع وجبات غذائية على سكان القطاع.
وأعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” لهذه الضربة.
وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون على “إكس” “قلبنا مفطور ونشعر بقلق عميق بسبب الغارة”.
وشددت على “وجوب حماية عمال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدمون مساعدات (الفلسطينيون) بحاجة ماسة إليها، ونحض إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى”.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن أربعة عمال إغاثة أجانب من “وورلد سنترال كيتشن” قتلوا مع سائقهم الفلسطيني في ضربة إسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان إن “خمسة شهداء، بينهم أجانب، وصلوا لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح” بعدما قضوا “في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارة مصفحة في غرب دير البلح تابعة” للمنظمة الإغاثية.
بدوره أعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن “الشهداء هم 4 أجانب، (ثلاثة) يحملون الجنسيات البريطانية والأسترالية والبولندية والرابع لم تعرف جنسيته، إلى جانب السائق وهو مترجم فلسطيني” يدعى سيف عصام أبو طه.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء أن أسترالية تدعى زومي فرانكوم هي في عداد القتلى مؤكدا “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. أستراليا تتوقع محاسبة كاملة (للمسؤولين عن) مقتل عمال الإغاثة”.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس خمس جثث و ضعت فوق ثلاث منها ثلاثة جوازات سفر أجنبية، وانتشرت صور الجثث والجوازات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وردا على هذه المعلومات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات لفهم ظروف هذا الحادث المأسوي” مؤكدا أنه “يعمل بشكل وثيق مع وورلد سنترال كيتشن في جهودهم الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية” لسكان غزة.
وساهمت “وورلد سنترال كيتشن” بشكل خاص في إرسال مساعدات إنسانية عبر البحر من قبرص إلى غزة وفي بناء رصيف بحري مؤقت في القطاع الفلسطيني.
وأفرغت أول سفينة مساعدات حمولتها في القطاع في منتصف آذار/مارس تحت إشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد حوالى ستة أشهر من العدوان الاسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الإثنين أن القصف الإسرائيلي أدى الى مقتل 60 شخصا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال خلال 24 ساعة في القطاع المحاصر.
وفي شمال قطاع غزة، كانت الطواقم الطبية تبحث الإثنين بين أنقاض مستشفى الشفاء سعيا لانتشال جرحى وجثث بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه إثر عملية واسعة النطاق بدأها في 18 مارس وخلفت دمارا وقتلى.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن مقتل “حوالى 300 شهيد بمجمع الشفاء ومحيطه” مضيفا أن “قوات الاحتلال أحرقت كافة أقسام المجمع ودمرت كل المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية”.
وقال أطباء ومدنيون التقتهم فرانس برس في المجمع أنه تم العثور على 20 جثة على الأقل بعضهم داستها على ما يبدو آليات عسكرية.
بتصرف عن (أ ف ب)