كشفت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة الأميركية عام 2021، أن 30 بالمائة ممّن لديهم توحّد يتمتّعون بمستوى ذكاء يتراوح ما بين عاديّ وخارق.
وهو ما يعني، أن بين من يعانون من التوحد، مَن برهنَ عن قدرات مميّزة في الرياضيات والتكنولوجيا والفنون، وغيرها من المجالات.
الملياردير الأميركي إيلون ماسك : أفصح عام 2022 عن تجربته مع التوحّد، و تحدث في إحدى جلساته ضمن «Ted Talks»، عن تأثيره عليه في سنواته الأولى: «لم تكن طفولتي سعيدة بل قاسية»، تعرّض للتنمّر، وأقرّ بأنه كان يجد صعوبة في الواجبات الاجتماعية وفي فهم المقصود ممّا يقوله الناس من حوله.
مع مرور الوقت، درّب نفسه على النظر إلى الموضوع بإيجابية، وهو يقول إنه تعلّم العمل مع دماغه وليس ضدّه، وربط نجاحه بحالته للتوحّد، بما أنه أوقد فيه الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا؛ إذ ملأ ماسك عزلته بـ«قضاء الليالي الطويلة في برمجة الكمبيوتر وطباعة الرموز الغريبة”.
الممثل البريطاني أنطوني هوبكنز : في عامه الـ80 وبعد أكثر من 45 سنة أمضاها متربّعاً على عرش السينما وحاصداً عشرات الجوائز العالمية، أفصح عن تشخيصه بمتلازمة «أسبرجر»، وهي من متفرّعات طيف التوحّد.
وقال إنه دخل عالم التمثيل بداعي العمل وليس الشغف، ما قاده إلى الشعور بغياب الأمان لمدّة طويلة: «كنت مضطرباً وتسبّبت باضطرابات من حولي خلال السنوات الأولى»، إلّا أنّ تشخيص الحالة لاحقاً دفعه إلى تشبيهها بالهديّة، وعلّق على الأمر قائلاً: «كنت تلميذاً بطيئاً في المدرسة، لكنّي عوّضت عن ذلك بالعمل بجدّ فنجحت في التمثيل».
الممثلة الأميركية داريل هانا : جرى تشخيصها بالتوحّد تزامناً مع انطلاقة مسيرتها الفنية، كانت البدايات صعبة ومرهقة، ومع الوقت تآلفَت مع حالتها.
تقول عن تلك الفترة: “لم أكن أشارك إطلاقاً في مقابلات تلفزيونية ولا في حفلات افتتاح الأفلام. أما الذهاب إلى حفل جوائز (الأوسكار) فكان مؤلماً جداً بالنسبة لي؛ إذ كلّما وطئتُ السجّادة الحمراء شعرت بأنني على شفير الإغماء”.
وقد أثّر التوحّد على مسيرتها، وعلى علاقاتها الاجتماعية والمهنية، إلى درجة أنها استُبعدت عن هوليوود لفترة من الزمن.
الفنانة الأميركية كورتني لاف : عندما كانت في التاسعة من عمرها جرى تشخيصها بحالة متوسطة من التوحّد. تنبّهَ أهلها إلى أنها رغم ذكائها، كانت تعاني في الدراسة وفي العلاقات الاجتماعية كما أنها لم تكن تتكلّم. غير أن ذلك لم يحُل دون تغلّبها على الأمر، ودخولها المجال الفني من بابَي التمثيل والموسيقى.
المغنية الأسترالية «سيا» : ليس من قبيل الصدفة أن تغطّي عينَيها تحت شعرٍ مستعار في معظم إطلالاتها، فمن بين علامات التوحّد غياب التواصل من خلال العينَين، وأيقونة موسيقى البوب الحائزة عشرات الجوائز العالمية، أمضت العمر وهي تُخفي حالتها من باب الحفاظ على الخصوصية.
وقد أفصحت أخيراً عن أنها «على طيف التوحّد»، كاشفةً أنها قضت 45 سنة وهي تشعر بأنه عليها ارتداء قناع كلّما اضطرّت للتواصل مع الآخرين أو الوجود في مناسبة عامّة، إلّا أنّ التشخيص ساعد الفنانة الاستثنائية في التصالح مع حالتها.
سوزان بويل : عندما أطلّت عام 2009 عبر برنامج للمواهب ،تنبّه المشاهدون إلى أنها تحمل سِماتٍ غير اعتياديّة إلى جانب صوتها الاستثنائي، فبعد ذلك بأربعة أعوام جرى تشخيصها بالتوحّد.
أمضت بويل أوّل 50 سنة من حياتها معتقدةً بأنها مصابة بخلل دماغي، بناءً على ما قاله الأطبّاء وهي طفلة، وتعاني من القلق، وتستصعب النظر مباشرةً إلى عيون الآخرين، كما أنها غالباً ما تنسحب من المناسبات الاجتماعية حيث لا تشعر بالارتياح.
ومن بين المبدعين التاريخيين الذين يرجّح الخبراء أنهم عاشوا مع اضطراب التوحّد، الرسّامان ليوناردو دافنشي وميكيلانجيلو.
وعلى خطّ عباقرة العلوم، يُرجَّح أن يكون ألبرت أينشتاين وإسحاق نيوتن وتشارلز داروين ممّن قضوا عمرهم مع التوحّد، وفق الخبراء.
ومن المشاهير المعاصرين الذين لم يجرِ تشخيصهم بشكلٍ رسميّ، يلاحظ الخبراء أن لديهم علامات التوحّد؛ لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، المعروف بخجله المفرط وبتجنّبه العلاقات الاجتماعية.
(مواقع الكترونية)