حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين الاثنين على هامش مؤتمر دولي في باريس حول السودان، من أن الأزمة الغذائية التي يمر بها قد تكون “الأكبر من نوعها على الإطلاق”.
وقالت ماكين في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن الوضع في السودان “شبه كارثي”، مضيفة “هناك جوع، الكثير من الجوع”.
وتابعت “حتى لو أعلنا حالة المجاعة، سيكون قد فات الأوان”.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو خمسة ملايين شخص مهددون “بانعدام غذائي كارثي” في الأشهر المقبلة، وهو أعلى مستوى في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وقدرت المسؤولة الأممية أن الأزمة في السودان “قد تكون أكبر أزمة غذائية على الإطلاق”.
خلال عام واحد، أدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى ودفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسب بت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.
مع ذلك، لم يصل تمويل الاستجابة الإنسانية المقررة للسودان إلا لنسبة 5%، وفق الخارجية الفرنسية.
و تعهد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان الاثنين تقديم مساعدات إنسانية تزيد على ملياري يورو لدعم المدنيين في الدولة الإفريقية التي تشهد نزاعا داميا منذ عام، على ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال ماكرون “يمكن أن نعلن أنه سيتم في المجمل تعبئة أكثر من ملياري يورو”، لافتا إلى أن الالتزامات التي سجلت قبل المؤتمر الاثنين بلغت 190 مليون يورو فقط.
وستساهم دول الاتحاد الأوروبي في 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التي تبلغ حصة فرنسا فيها 110 ملايين.
وأضاف ماكرون “سيسمح هذا الدعم (…) بالاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا في قطاعات الأمن الغذائي والتغذوي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وحماية الأكثر ضعفا”.
ورغم أن التعهدات بالتبرعات طموحة، فإنها لا تزال بعيدة عن مبلغ 3,8 مليارات يورو اللازم لتوفير المساعدات بحسب الأمم المتحدة.
وأوضحت ماكين “إن غزة موضع كل الاهتمام وهذا أمر مفهوم، لكن لا يمكننا أن ننسى دول ا مثل السودان”، مؤكدة أن برنامج الأغذية العالمي “لا يمكنه إطعام الناس إذا لم تكن الحكومات والكيانات الخاصة مستعدة لتمويله”.
وحضت الأطراف المتحاربة على تيسير انتقال العاملين الإنسانيين في الأراضي السودانية إذ إنهم عاجزون عن الوصول إلى “90% من السكان”.
وأضافت “حين نبدأ بالتساؤل عما إذا كان هناك مجاعة أم لا، فالحقيقة هي أننا لا نعرف لأننا لا نستطيع الوصول (إلى السكان). لذلك من المهم جدا بالنسبة لنا أن نحصل على سبل آمنة للوصول” إلى المستفيدين.
افتتح الاثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب. ومنذ افتتاح الاجتماع الذي ترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أعلن عن جمع أكثر من 840 مليونا، 110 ملايين من باريس و244 من برلين و350 من بروكسل و138 من واشنطن.بتصرف عن (أ ف ب)