يستعد “أسطول الحرية” في نسخته 2024 للإبحار إلى غزة من ميناء توزلا التركي (غرب) لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وتقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين.
وتنتظر ثلاث سفن على الأقل محملة بخمسة آلاف طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والمساعدات الطبية، الضوء الأخضر من السلطات التركية لمغادرة الميناء الواقع على بحر مرمرة جنوب إسطنبول، الأسبوع المقبل إن أمكن، بحسب ما قال المنظمون الجمعة.
واعرب 280 ناشطا ومدافعا عن حقوق الإنسان ومحاميا وطبيبا عن استعدادهم للصعود على متن السفينة، آتين من أكثر من ثلاثين دولة بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والنروج وألمانيا وإسبانيا وماليزيا.
وطلبوا أمام الصحافة ضمان حرية عبورهم ووقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة الخاضع للحصار ويتعرض لقصف اسرائيلي منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر.
وحذرت آن رايت ناشطة السلام والضابطة السابقة في الجيش الأميركي التي قالت إنها “استقالت عام 2003 احتجاجا على الحرب في العراق”، السلطات الإسرائيلية بالقول “إن أي محاولة للصعود على متن سفننا أو مهاجمتها ستكون غير قانونية”.
وأضافت رايت “نمثل المجتمع المدني المطالب بالسلام والعدالة. ونطلب من العالم ضمان أمننا لتوفير السلع الأساسية لإخواننا وأخواتنا في غزة”.
وتابعت “كما تعلمون هذا الأسطول ليس الأول” في إشارة إلى محاولة سابقة لكسر الحصار أدت الى توترات كبيرة بين إسرائيل وتركيا.
عام 2010، أبحر “أسطول الحرية” الذي ضم ثماني سفن شحن وعلى متنه 700 راكب ومساعدات إنسانية ومواد بناء من أنطاليا (جنوب) في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإمداد السكان بحاجاتهم.
بعد تسعة أيام من ابحاره في 31 أيار/مايو أدت عملية عسكرية إسرائيلية والصعود على متن إحدى السفن “مافي مرمرة” إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 28 من الناشطين وعشرة في الجانب الإسرائيلي.
بعد هذه الحادثة، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا ازمات الى حين استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بشكل كامل في آب/أغسطس 2022، مع عودة السفيرين والقنصلين إلى كل من البلدين.
وشددت رايت على أن “ما يعانيه الشعب الفلسطيني حاليا أمر لا يمكن تصوره”. وتابعت “ان حصار غزة غير قانوني، وهو شكل من أشكال العقاب الجماعي ويشكل جريمة حرب”.
وقالت المحامية الأميركية هويدا عراف وهي تضع الكوفية الفلسطينية “هاجمت إسرائيل أسطولنا عام 2010، وقتلت عشرة من متطوعينا بدون أن تحاسب يوما”.
واعلنت “مثلما يعد حصار غزة غير قانوني، فإن أي محاولة من جانب إسرائيل لمهاجمتنا أو محاولة اعتراض سفننا ستكون مخالفة للقانون”.
وأشارت طبيبة التوليد وأمراض النساء الماليزية فوزية محمد حسن إلى أنه بينما يستمر تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، فإن “عمليات القتل مستمرة في غزة”.
واضافت “لا يمكننا أن نسمح لإسرائيل بأن تحول انتباه العالم عما يتسبب في حصد مزيد من القتلى وانتشار الامراض والدمار في غزة” مشيرة الى وجود “أكثر من 50 ألفا من الحوامل” في القطاع المحاصر.
وأوضحت “نعلم أن النساء يخضعن لعمليات قيصرية بدون تخدير، ويلدن اطفالا خدجا غير مكتملين ولا يستطعن الرضاعة بسبب الإجهاد”.
وتركيا من الدول الرئيسية التي تقدم المساعدات الإنسانية الى المدنيين الفلسطينيين.
ووصلت الجمعة إلى ميناء العريش المصري “سفينة الخير” التاسعة التي بعثت بها الحكومة التركية، وهي محملة 3774 طنا من المساعدات الإنسانية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم السبت ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 34049 قتيلا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر.
وأفادت الوزارة في بيان أنه خلال 24 ساعة سجل سقوط 37 قتيلا على الأقل، مشيرة إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76901 جريحا جراء الحرب التي اندلعت قبل أكثر من ستة أشهر.
عن (أ ف ب) بتصرف